Friday, 28 December 2012

الدكتور عبدالكريم الأشتر - الصدى: مذكرات ١٩٧٩ - ١٩٨١

 
كان علي مراجعة بعض النقاط التي ذكرها البروفيسور خلال مناقشة أطروحة الدكتوراه.. قضيت معظم الوقت في قراءة كتب أكاديمية ---مملة! وهذه حقيقة ولكنها مهمة في النهاية!--- المهم..  أن من عادتي طلب كتاب عن التصوير أو الرسم أو الشعر أو أي شيء غير أكاديمي!!

هذه المرة قررت قراءة كتاب عن  البلاد.. فبحثت عن "الإمارات" يوجد كم لابأس به من الكتب عن البلاد في المكتبة البريطانية، لفت نظري هذا العنوان.. فطلبته.. 


الكتاب عبارة عن مجموعة مقالات تم نشرها في صحف الدولة مابين ١٩٧٩ و ١٩٨١ كان المؤلف خلالها مدرسا في جامعة الإمارات - العين.. أنا لم أقرأ الكتاب كله.. بدأت بأول مقالين.. لا أذكر أنني قرأت للدكتور -هو أديب سوري وافته المنية منذ شهرين، وهذا نعي دار الفكر له- ويكتب عن غربته ووحدته في العين.. بالطبع ذكر سوريا سحب معه في مخيلتي كل الصور الحديثة الدموية.. لم أستطع أن أكمل القراءة.. فتصفتحت المقالات المتبقية بأسرع من السرعة.. استوقفتني مقالة.. أشارككم جزءا منها..








Monday, 24 September 2012

Frustration-Free Packaging ^.^ Kindle


إن أول ما شد انتباهي عند الامساك بعلبة قارئ الكيندل كان دمج صورة شعار الكيندل مع الباركود.. لم أفهم ماذا كان هذا الشيء الذي فهتمه ك"خالي من الإحباط!" ضحكت! وقلت في نفسي "أكيد مايريدون يكسرون مياديفي!" فحاولت التعرف على هذه العلامة.. ووجدت هذا الفيديو الذي يشرحها عمليا


المهم أنني فتحته وفي ذهني مقارنة لاإرادية بعلبة الآيباد.. العلبة كما هو واضح من الصور بني اللون (أكره هذا اللون) ولكنني لم أكرهه في هذه المرة.. ربما لأن كلمة كيندل لونها أبيض فيه شيء من الفضي العاكس.. 


فتحت العلبة.. وسحبت الغلاف الخارجي وقلت (لماذا الإسراف!) فاتبسمت عندما رأيت


^.^

شعرت بسعادة عندما أمسكت بالجهاز.. ولكنني بعد أن رأيت هذا الموصل الكهربائي الأبيض تذكرت أمرا أزعجني..  


اشتريت كيندل من متجر وليس من موقع أمازون وقبل أن أدفع تذكرت أنني قرأت في موقع أمازون أن الشاحن غير متوفر.. فطلبت واحدا.. فنظر إلي البائع.. ثم نظر إلى زميله.. فقلت ماذا؟ قال "هل أنت متأكدة أنك ستحتاجين إليه؟" فقلت "إذا كيف سأشحنه؟" قال يمكنك توصيله بجهاز الكمبيوتر.. ولكن...... ألا تستخدمين بلاك بيري؟؟" فقلت له "ولماذا تستنكر.. لا لا أستخدمه.. ولا أحبه ولن أشتريه لو لم يكن هناك إلا هو للتواصل مع الخلق!!" ثم أضفت "أنا أستخدم الآيفون" فقال "هل ترغبين في شراء آيفون ٥ لدينا ٦٤ قطعة الآن!" فنظرت إليه وابتسمت.. دفعت وخرجت!! حقيقة أشعر بالإهانة اللامتناهية عندما يستنكر أحدهم علي عدم امتلاكي لبلاك بيري (لا أحتاجه! حقيقة!)

والآن.. أعود إلى اللحظات الأولى الجميلة التي تعرفت فيها على قارئ اليكندل..  رأيت سهما في الجزء الآخر من العلبة.. فسحبته ورأيت كتيب الاستخدام.. وأعجبني.. هكذا ببساطة أحببته


كما ذكرت.. اشتريت الكيندل من متجر.. لماذا؟ لسبب بسيط.. أنا أكره أن أشتري شيئا تكنلوجيا دون أن أستخدمه وأجربه بنفسي.. وفي الحقيقة هذا كان أحد الأسباب الرئيسة التي جعلتني أتخاذل في شراء الكيندل منذ البداية.. المهم.. أنني جربت الأنواع الثلاثة الموجودة.. كيندل كيبورد لم يعجبني شكله أبدا فأنا لا أريد بكل معاني كلمة لا أريد أي شيء يذكرني بالكمبيوتر.. أريد صفحة أقرؤها فقط.. على العموم.. مواصفاته قريبة جدا من كيندل تاش الذي اشتريته.. والآخير كان كيندل العادي (كنت أنوي شراءه لخفة حجمه وسعره ولكن أكثر ما أزعجني فيه طريقة التنقل والتصفح فطريقة التعامل معه بطيييييئة جدا لا أنصح به أبدا!!).. أعرف أن كيندل فاير سيصدر قريبا.. ولكنني لست متحمسة له أبدا لكونه يخدم المكتبة السمعية والمرئية بالإضافة إلى المقروءة.. والأسوأ أن الألعاب والتطبيقات يمكن أن تضاف فيه.. بمعنى.. آي باد آخر بوزن خفيف.. وشخصيا ما أشاهده من تداول الأطفال للآي باد وكونه تحول إلى سلعة ترفيه أزعجني.. 

والحقيقة.. أنني قرأت كل تفاصيل كيندل في الموقع البريطاني لأمازون.. ورأيت أن لا حاجة لي لانتظار كيندل فاير ومقارنته.. فأنا أعرف يقينا أنني لا أريده.. لا أريد قارئا ملونا.. أريد -أبيض وأسود!- ولكنني وأنا أبحث يوم ٢١ سبتمبر.. فكرت للحظة أن أطلبه من أمريكا.. لأن موقع أمازون دوت كوم يعرض جهاز كيندل بيبر وايت له مواصفات أعجبتني ستزامن طرحه في السوق الأمريكية نفس وقت طرح كيندل فاير في السوق البريطانية.. ولكنني استثقلت الانتظار.. وإذا سألني شخص يرغب في شراء قارئ كيندل.. فسأنصح بكيندل بيبر وايت بالتأكيد 

والآن.. مالذي أعجبني في كيندل تاش.. طريقة التعامل معه سريعة ولا أحتاج للضغط ألف مرة ومرة لكي أكتب أو أعطي أمرا ما.. وتوفر خاصية التواصل الاجتماعي بحيث يمكنني إرسال أي مقولة تعجبني على تويتر (أو فيس بوك) مباشرة.. بالتأكيد الحجم والوزن والشكل إيجابيات.. وأهم شيء أنني وبمجرد تسجيل قارئي في موقع أمازون.. وصلتني رسالة ترحيبية باسمي ^.^ أحب عندما يخاطبني جهازي بنفسه


أما عن سلبياته.. فأكبر سلبية أن المصحف العربي الموجود في أمازون لا يمكن تغيير حجمه كتكبيره وتصغيره.. 

محاولة لقراءة المصحف بالعرض

شكل صفحة من المصحف بالطول

















كما أنني حاولت قراءة الكتب المصورة.. ولكن عملية التكبير تعمل فقط لتكبير النص.. أم الصفحات المصورة فلا يمكن ذلك (على حد علمي بعد التجربة)
لم أجرب بعد قراءة الكتب العربية المحفوظة بصيغة بي دي إف.. أفعل ذلك غدا وأدون ما سأجد بإذن الله

تصبحون على عالم تتناقش فيه الأفكار.. ويتنقل الإنسان وبصحبته مكتبته بأكملها
^.^

Saturday, 15 September 2012

يوم #جمعة_الإنجاز ^.^

اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك

كنت قد نويت أن أجعل التغريدة رقم ١١١١١ لليوم الأكثر تميزا في حياتي.. ولكن الحمدلله حدث الكثير في الفترة ما بين تغريدتي ال١١١١١ وتغريدة إعلان نتيجة مناقشة الدكتوراه ال١٦٧٧٧ ..

 يوم الجمعة (١٤-٩-٢٠١٢) يوم لن أنساه ماحييت.. هو اليوم الذي كنت أحلم به.. فهو نقطة بداية وليست نهاية.. سعيت لهذا اليوم فقدمت تحقيقه على كل ما يمكن لفتاة أن تحلم به.. لأنني أدرك بأن الإنسان سينتهي عمره في لحظة.. ولن يبقى له إلا العمل الصالح والعلم الذي ينتفع به والابن البار الذي يدعو له..  فإن كنت قد بدأت هذه الرحلة رغبة في الإضافة الأكاديمية وخوض غمار التدريس الجامعي.. فإنني ختمتها بنية أن يكون نجاحي سببا لرسم البسمة على وجوه الجميع


أصبحت مع أمي.. تناولنا الفطور معا.. وقرأنا الكهف معا.. ثم نظرت في ما كتبت كتحضير للعرض التقديمي لمحتوى الرسالة قبل بدء المناقشة.. وقررت تلخيصها بشكل أكثر تبسيطا في صفحة واحدة..  

ال٦ صفحات التي تحتوي ما أريد قوله خلال ١٥ دقيقة.. والصفحة الأخيرة هي المختصر

خرجت الساعة العاشرة والنصف صباحا متوجهة إلى محطة واترلوو كي أستقل القطار نحو كينجستون.. طبعا كانت المشاعر مختلطة علي.. فأخي د. عيسى السويدي لم يغب عني أبدا.. خصوصا ليلة المناقشة.. فأنا لا أنكر فضله في تحقيق حلمي واستكمال دراستي في بريطانيا.. كان السؤال الذي يدور في ذهني.. ليس سؤالا حول ماذا ستكون عليه نتيجة المناقشة بل من الذي سيبشر أخي بنجاحي؟؟


لم أتخيل أن أعيش هذا اليوم الذي لطالما انتظرته وأوضاع أسرتي والبلاد بهذا الشكل.. كاميرتي رافقتني في هذه الرحلة.. في محاولة أن أتشاغل بالتصوير عن التفكير.. الحمدلله على النعم.. هذه الصورة التقطتها بالهاتف.. وأرسلتها كتغريدة..


الحمدلله.. وصلت قبل الوقت.. ونظرت في فعاليات مجلس الطلبة يوم استقبالهم للمستجدين.. وتعبت لأن الجميع كان يرحب بي ويسألونني إن كنت في حاجة إلى مساعدة (على أساس أنني مستجدة أحتاج إلى إنهاء التسجيل!) قابلت المرشدة الأكاديمية الساعة الثانية عشر بعد الظهر.. جلست معها.. حدثتني عن بناتها التوأم ومستقبلهم وهي تحتسي القهوة.. وأنا أسمع.. وأتفكر فيما تعنيه كلمة "المستقبل".. بالنسبة لي هو شيء جميل.. أرسمه اليوم.. لأعيشه غدا!!
المهم.. بدأت المناقشة في تمام الساعة الواحدة ظهرا.. مرت في ساعتين تقريبا دون أن أشعر.. قيل أن هذا مؤشر جيد.. ثم انتظرت النتيجة.. وطلب مني الانتظار عشر دقائق.. بالطبع بدأت أشعر بالجوع.. واستنكرت أنه مر على انتظاري ٣٠ دقيقة!! وقلت في نفسي لو أخبروني لذهبت لأتناول شيئا خفيفا (علمتني الحياة في لندن أن يلازمني الزبيب أو البسكويت والماء طول الوقت - كتصبيرة!) الحمدلله جاءتني مديرة جلسة المناقشة تعتذر على التأخير وتطلب من الحضور.. 

لم أسمع النتيجة.. بل سمعتهم يتحدثون عما يرغبون في إضافته وإلغائه.. وأنا أفكر في الطعام.. لم أشعر بنفسي إلا وأنا في مطعم بالقرب من البيت أتحدث مع أمي لأتأكد إن كانت ترغب في أي شيء.. انتظرت نصف ساعة أخرى وقبل وصولي البيت.. قلت.. "لحظة!! ماذا أقول لأمي؟؟ ماهي النتيجة بالضبط؟؟ ماينر أميندمينت تعني أنني حصلت على لقب الدكتوراه رسميا!!" فاتصلت مباشرة بالمرشدة الأكاديمية وقلت لها "أنا آسفة على إزعاجك.. ولكنني أريد أن أتأكد بما أنني نجحت في المناقشة هل يعني هذا أنني دكتورة اليازية؟؟" فقالت لي

"أنت دكتورة اليازية خليفة السويدي، وأعلن المناقشون لك ذلك منذ ساعة"

فأسرعت إلى أمي لأخبرها وكان الوقت تقريبا الساعة الخامسة عصرا، قلت لها.. "أمي.. خرجت برسالة دكتوراه واحدة.. وعدت بنسختين للتعديل.. ولكن هذه المرة سأعيد النظر فيها وأنا د. اليازية خليفة ^.^ ء

كنت أنوي كتابة تدوينة حال وصولي ولكنني كنت مستهلكة وأصبحت متجهة مع أمي إلى ... السوبرماركت!!! لأن أمي تحب التبضع ^.^

 قلبت الصفحات في مدونتي لأرى فيم  كنت أفكر والمواقف التي مرت علي خلال فترة تحضير وكتابة ومراجعة الرسالة.. وجدت الكثير من الذكريات.. والقصص والمواقف.. ولكن الذي استوقفي هي قائمة الأمنيات لما بعد الدكتوراه  .. الحقيقة.. أنني أراها الآن قائمة بسيطة كتبتها وأنا أحاول رفع معنويات نفسي خلال أيام الدراسة، فترة برد لندن.. 

أشكر كل من هنئني سواء أكان ذلك في تويتر أو الإيميل أو بمكالمة هاتفية أو رسالة نصية.. وبالتأكيد البالكبيري (لا أملك واحدا ولا أنوي ذلك!) عندما استيقظت صباح اليوم.. وجدت قائمة جديدة من التهاني.. فقلت في نفسي لا أستطيع أن أضيف الجميع في المفضلة.. فقررت أن أنسخ التهاني في هذه التدوينة.. 

التغريدة رقم ١٦٧٧٧ كانت  #جمعة_الإنجاز


 التفاعل من الأحدث إلى الأقدم (يعني الآخيرة هي في الحقيقة أول تهنئة!) شكرا

 
 




الحمدلله (الإنجاز عملية لا تتوقف مادام الإنسان يدرك أنه راحل) تعريفي للإنجاز
^.^

أتمنى لكم حياة ملؤها الإنجازات فيعمر الوطن بكم

Saturday, 18 August 2012

لماذا وضعت صورة أخي د. عيسى بن خليفة؟

استبدلت صورة حسابي في تويتر ليلة ٢٥ من رمضان

هو معتقل، لكن ليس هذا هو سبب استبدال الصورة.. قبل أن أذكر السبب علي أن أقول أنني شخصيا أؤمن أنك إذا لم تضع صورتك الشخصية في تويتر فلا أر سببا في وضع صورة شخص آخر.. فأنت هو أنت.. ولكنني هذه المرة رأيت أن أضع صورة أخي.. لأنني في ذلك اليوم رأيت أناسا قريبين إلى قلبي.. تحدثوا معي عن كل شيء في الحياة.. ولكنهم لم ينطقوا باسم أخي.. لماذا؟؟

خرجت من عندهم وأنا أقول أهو الخوف؟؟ أم لأنني كنت مبتسمة فاعتقدوا أنني غير مهتمة بوضع أخي.. وصلت إلى المنزل وأنا أقول أيهون على المرء حق شقيقه؟؟ نعم المسألة حساسة والوضع معقد ولكن ماذا يمنع الناس من السؤال عن حاله؟؟ الله وحده الذي يعلم بماذا نشعر.. فقلت في نفسي هو لم يخطئ.. وقوته في ابتسامته.. فقررت تغيير الصورة لعلهم يدركون أن أخي هو جزء لا يتجزأ من حياتي..

فبحثت عن صورة له.. وفجعت.. لأنني لم أصور أخي في الأعوام الخمس الماضية.. لا أمتلك صورة واحدة له.. ماعدا هذه الصورة التي صورتها من التلفاز.. حزنت لذلك وعدت لأسأل نفسي.. هل الغربة والدراسة هي من جعلتني أركن كاميراتي على زاوية كي يغطيها الغبار؟؟ عاتبت نفسي ثم قلت "لعله خير!" والآن.. اسمحوا لي أن أسرد قصة هذه الصورة:

اللهم لا تحرمنا من ابتسامته

تذكرون ابن أختي الذي لا يسمع -تحدثت عنه في تدوينة سابقة- هو مولع بشيء آخر غير قصاصات الورق: التصوير!! في ذلك اليوم وصلتني رسالة نصية بأن أذهب وأفتح قناة لأمي فأخي في التلفاز.. تعجبت من القناة وقلت.. ما الذي سيناقشه أخي معهم؟!

المهم أنني نزلت إلى الوالدة ووجدت ابن أختي أحمد -أبو الكاميرا- فهي في جيبه أينما ذهب.. فتحت التلفاز فأعجبتني ألوان أستوديو قناة الجزيرة للأطفال.. فرفعت الآي فون لألتقط صورة.. وإذا بابن الأخت ينافسني في التصوير ويتجرأ على الوقوف أمامي!!

يد أحمد وهو يحجب عنا التلفاز لتصوير د.عيسى - أريد أن أرى أرشيف صوره

أذكر أن ابتسامة أخي عيسى التي التقطتها ظهرت وهو ينصت لأحد الأطفال.. لا أذكر عماذا كان النقاش.. ولكنني فتحت موقع قناة الجزيرة للأطفال.. ووجدت الحلقة وعرفت أن اسم البرنامج "نظرة على..." وعنوان الحلقة "الشجار بين الأخوة"

أستمع الآن للحلقة وأنا أدون.. في الحقيقة لا أعرف ماذا أضيف.. أعرف يقينا أنني أفتقد صوت أخي.. وجلساته مع أطفالنا..
أترككم مع د. عيسى بن خليفة السويدي ونقاشه عن "الشجار بين الأخوة"

 شاهد الحلقة على رابط موقع الجزيرة للأطفال

شكرا قناة الجزيرة للأطفال لاستضافة أخي.. أرجو أنه أثرى حلقتكم..

ملاحظة: عندما أغرد في تويتر أشعر بأن أخي هو من يتحدث!! 

Thursday, 2 August 2012

أقصوصة بلا عنوان


استيقظ ذات صباح على أصوات .. وكعادته الفضولية.. أبى إلا أن يعرف المصدر.. نهض من سريره.. وفتح نافذته.. هبَّت نسمة صباح فمسحت وجهه.. لكنه ارتعد خوفاً فقفز على سريره فكرسيه الذي لم يتوازن عليه فتأرجح هاويا على الأرض فزحف ليختبأ تحت سريره مغمضا عينه بشدة وكاتما على أذنيه بكفّيه كي لا يسمع تلك الأصوات!! 

دخلت الأم مسرعة كي تطمئن على ابنها بعد ما أحدثه من جلبة في ذلك الصباح.. "ماذا جرى لك؟!؟!"
فتح عينيه وصرخ مستنجداً "أمـــاه!!!! هناك من يقذفني ويرجمني دون ذنب مني إلا فتحي  النافذة كي أعرف ماذا يجري!!"

هرعت الأم غاضبة لتنظر من فعل ذلك بابنها.. فابتسمت.. والتفتت إليه.. وبحنو الأم ونبرتها الهادئة.. قالت: "يا بني.. إنه الغيث!"

ظهر من تحت سريره قائلاً "كيف هو الغيث، يا أمي؟!"

"هو مطر غزيرٌ قطراته كبيرة ينبت الزرع ويبهج القلب وتقبل الدعوات.. فلا تقلق هو خيرٌ يابني.."

Thursday, 19 July 2012

سلسلة تغريدات في تدوينة "لأجل الاتحاد"

هذه خلاصات أفكار الصباح لهذا اليوم.. كتبتها على باختصار في ثمانية تغريدات أنوي إعادة نشرها أول أسبوع من رمضان.. 

قضيت مرحلة دراساتي العليا وأنا أقرأ في تعريف الحوارومبادئه وطرقه ودواعيه.. كنت قد بدأت التركيز على التواصل الثقافي والدبلوماسية العامة..
تعمّقت في هذه المسائل.. لأنني أدرك بأن واقع المجتمعات يتطلب منا معرفة كيفية التعامل مع الثقافات الأخرى.. فالبلاد مكتظة بالجنسيات المختلفة..
خلاصة القول أن الدولة التي تسعى للحوار مع الثقافات الأخرى عليها أن تنظر في داخلها أولا، فإن كانت جالية من المقيميين يتبعون تلك الثقافة..
فالأحرى التصرف كالتالي:
توعية المواطنين بأهمية دورهم في التعامل مع هذه الجالية.. وعلى المؤسسات المعنية مد جسور تواصل مع هذه الجالية.. ومن ثم تعزيز العلاقات الدبلوماسية وترويج هذه العلاقة عالميا..
هناك بعد آخر لمسألة بناء جسور الثقافة بين الشعوب.. وهو إدراك أهمية الحوار والتعايش بين مواطني المجتمع الواحد ليساندوا دولتهم في تحقيق تواصل عالمي أكثر شمولية..
وعلي أن أكرر هنا أن التعايش يختلف اختلافا تاما عن التسامح، فالأول يعطي مساحة ووقت للطرفين كي يتعاملوا ويتأملوا وجهة نظر الآخر وطريقة حياته..
بينما التسامح هو ترك وتغاضى أحد الأطراف لخطأ الطرف الثاني والتعامل معه كأن شيئا لم يكن مما قد يسبب تراكمات نفسية على مدى التاريخ..
أفضل التعايش والحوار على التسامح.. لأنني لا أريد تراكمات تعاني منها الأجيال.. بل أريد حلولا لتجاوز الأزمات..
أدعو الأكاديميين أن يتخذوا أكثر حيادة ويوجدوا مساحات التفاهم بين الطرفين دون انحياز.. فأنا على يقين بأن العاقل يدرك بأن هناك مؤشرات ستأثر على الاتحاد ذاته..

Saturday, 23 June 2012

جرس الإنذار يدق!

 الرنييييين في كل زاوية من المبنى!

الذي حصل.. أن الجرس بدأ يقرع في الحادية عشر وعشرة دقائق تقريبا.. خرج الجميع في هدوء ودون اكتظاظ.. الشخص الوحيد الذي خرج بمعطف وشال وحذاء وجهاز الحاسوب والهاتف.. كان  أنا!! حقيقة.. أدرك أنني لن أصبر على برد الليل.. كما أنني لن أترك رسالة الدكتوراه المعدلة --تحترق!!-- وإلا تعب اليوم سيذهب سدا!! والهاتف كي أذهب إلى ابن أخي أو ابنة عمي إن تطلب الأمر.. المهم.. أنني أعرف مكان نقطة التجمع الخارجية.. الجميع وقف في بهو المبنى.. ماعداي أنا وفتاة أخرى وقفنا في الخارج عند النقطة المحددة للتجمع.. 

انتظرت قرابة الست دقائق.. ثم اتصلت بالرقم المعروف في جميع أنحاء العالم --٩٩٩-- لماذا أكتب هذه التدوينة --الآن؟-- لأن هاتف الطوارئ لم يرن..نظرت في شاشة الهاتف.. فتفاجأت أن هناك شخص يتحدث إلي! تم رفع السماعة مباشرة كان يقول.. الشرطة، الإسعاف أم المطافي؟ قلت "المطافي!" فجأة تغير الصوت.. ودخل صوت رجل آخر في الخط..  أخبرته بالعنوان.. وأننا نسمع جرس الإنذار منذ مايقارب السبع دقائق ولكننا لا نرى دخانا أو نشم أي رائحة قال سنصل إليكم في الحال.. شكرته.. أغلقت الهاتف.. وصلوا خلال ٤دقائق --قد لا يكون وقتا قياسيا-- المهم.. اتصلوا بشركة الإنذار ليأتي شخص معني لإغلاقه.. لا أحريق!

المهم من كل هذا.. ومارسخ في ذهني.. هو سرعة الوصول إلى الطوارئ!! حقيقة.. أرى أنها قياسية إذا ماقورنت بآخرين


ولايزال جرس الإنذار يطططططنننننننننننننننننن



لا أشعر به.. شكرا لسماعات 

Beats

 ^.^

Tuesday, 19 June 2012

هل ستهب قرنيتك بعد موتك؟

تخيل.. أنك تستطيع أن تهب قرنيتك لغيرك بعد موتك.. فكرت في الموضوع أول مرة وأنا أحلل مضمون أحد برامج القناة التركية.. قدموا فيها فقرة  عن بنك العيون في لبنان.. وهو البنك الأول من نوعه حيث يكتب الشخص في وصيته رغبته في التبرع بالقرنية.. وأنا أستمع إليهم.. كنت أفكر في عملية نقل القرنية.. وتخيلت أنهم قد يأخذون عيني كاملة.. فشعرت بهيبة المسألة.. ولكن الحمدلله العملية أسهل بكثير فالعلم تطور.. ويتم نقل شريحة القرنية فحسب.. 

إذا سألتك أنت.. هل ستفكر في ذلك.. حقيقة مجرد الفكرة في حد ذاتها تفتح أبوابا كثيرة من الأسئلة وتعمق من فكر الإنسان.. فمن ما تبادر في ذهني.. سؤال: هل يجوز؟ لاأعرف إذا كان هذا أول سؤال بالنسبة لك أنت أيضا.. ولكن ظهر أنه يجوز والحمدلله.. هناك من حدد أن يكون مسلما.. فقلت في نفسي.. قد أكون عشت سنينا مديدة.. لم أعرف كيف أنقل الإسلام.. أو كيف أعيشه كما يجب وأكون مسلمة بحق.. فربما عيني تجعل من شخص غير مسلم أن --يقرأ-- بعد أن يعود له بصره عن الإسلام.. ويهديه الله لنوره كيف يشاء.. فأن تتبرع بعينك في حد ذاته هو أن تهدي إلى شخص النور ذاته!!  لماذا نحدد من يأخذ ماذا؟؟ ألم يخبرنا الحبيب المصطفى عن رجل دخل الجنة بشربة ماء لكلب؟؟ وأن امرأة دخلت النار في هرة؟؟  فما بالك بعيني إنسان؟؟ يكفيه أن الله قد شرف الإنسان بأن نفخ فيه من روح وكل الناس في ذلك سواء..  أليس هذا صحيح؟؟ 

بعدها تذكرت أمرا.. وأعتبره أكثر أهمية من (لمن سأهبها) وهو المحافظة على بصري لأهب ما يسر الشخص أن يحصل عليه على أكمل وجه ويرضا به ربي.. تساءلت لماذا علينا أن نغض البصر؟؟ هناك أجوبة مثالية كثيرة لهذا السؤال.. ولكن أساسها كلها المحافظة على النفس إرضاءا لله.. ما الذي جاء بهذا السؤال.. أمر بسيط.. فكرت بمن قد يأخذ عيني.. هل سيشعر من يأخذ هذه القرنية بما كان ينظر إليه الشخص الآخر.. أعني هل ستكون هناك بقاية من طاقة الإنسان المتبرع بالقرنية يستشعرها من يستخدها الآن؟؟ وربما بعض مهارات التصوير وطرق النظر والتأمل إلى الأشياء -أو ربما هذه مرتبطة بالعقل أكثر؟؟

أعتقد أن هذا السؤال: كيفية المحافظة على بصري نظيفا كي أتبرع بقرنية نظيفة؟؟ من الأسئلة التي تعادل من يفكر في أن تكون صدقته نظيفة دون شائبة يستحيي منها المتصدق..   

أنا قد لا أعرف إجابة لأي من الأسئلة التي سألتها.. ولكنني أدرك تمام الإدراك أنني تذكرت هذا الموضوع بعد وصولي لصفحة ١٥٣ من وحدة تحليل المضمون في رسالة الدكتوراه وأنا أراجعها.. فتوقفت عن المراجعة وكتبت هذه التدوينة على عجالة لعل أحدهم يهمه موضوع التبرع بقرنية العين.. 

والآن.. علي العودة لإنهاء ما بدأت به


^.^ اللهم نور لنا بصرنا وبصيرتنا ^.^

Sunday, 17 June 2012

طرائف أن تسير وبصرك مرفوع للأعلى


هناك مناظر لن تراها إلا إذا رفعت رأسك وأنت تسير في طرقات لندن.. وفي الحقيقة اكتشفت أنني أستمتع بالنظر للأعلى -بحثا عن السماء الزرقاء!-  وأجد فيها العديد من الطرائف.. ذكرت إحداها على شكل أقصوصة في التدوينة السابقة: انظر يمينا.. فالباص آت من هناك!  اليوم قررت أن ٥ من طرائف السير وبصرك مرفوع للأعلى في هذه التدوينة - وموثقة بالصور 

١. اكتشاف مناظر خلابة
إلتقطت هذه الصورة وأنا أسير في الساعة السابعة والنصف صباح الأحد الماضي - وقت نوم اللندنيين

٢. اكتشاف أحياء جديدة
لو لم أرفع رأسي ذلك اليوم لما استنكرت وجود برج صيني ولما اكتشفت أن اليافطات الرسمية للأماكن مكتوبة بالصيني  في المدينة الصينية بلندن

٣. اكتشاف الحجم الحقيقي للمباني إذا ماقورنت بالصور الدعائية لها
 صورة لعين لندن أخذتها يوم الاحتفالات الماسية بيوم جلوس الملكة ، كتبت تدوينة عنها

٤. تجد ما تبحث عنه فجأة
كنت قد وصلت لمحطة واترلوو بعد يوم طويل في الجامعة، ولحظة نزولي من القيطار، كنت أفكر في الساعة والتوقيت.. وكنت مرهقة لدرجة أنني لم  أفكر في سحب الهاتف من جيبي لأعرف الوقت.. وكعادتي أسير ورأسي مرفوع (لا أعرف إن كان من كم المعلومات التي خزنتها ذلك اليوم أو محاولة مني لتمديد عضلات رقبتي وظهري بعد الجلوس لفترة أمام الكمبيوتر أو الكتاب) مرت أمامي الساعة الإلكترونية فضحكت ولم أتمالك نفسي من التقاط صورة لها لأن التوقيت دمرني ، الساعة السابعة والنصف ولا نزال في عز النهار ، لم أعرف كيف سأقاوم إلى وصول وقت صلاة المغرب

٥. تكتشف مدى نظافة المدينة
 هذه صورة من فيديو في الأساس.. هذا كان اليوم الذي لاحظت فيه أنني أسير ورأسي مرفوع :٩ استوقفني شيء بين الأغصان اكتشفت فيما بعد أنه بالوون معلق في أحد الأغصان الله وحده يعلم بالمدة التي بقي فيها متدليا هناك! 

Friday, 15 June 2012

انظر يمينا.. فالباص آت من هناك!!

مشهد استراق النظر إلى السماء
قدماي ساقتني إلى موقف الباص.. لمحت ظلال ثلاثة أشخاص.. لم أركز على ملامحهم.. ذهني مشغول -بل هو متشتت!- لا أستطيع التفكير فالجوع يمزق أحشائي.. أخرجت الهاتف -الذكي- وبلمسات خفيفة.. تنقلت في المكتبة الصوتية.. ثم المكتبة المسيقية.. في الوقت ذاته فردت سلك السماعة وثم سحبته و-شبكته- بأذني! لماذا لم أشتر سماعة بلوتوث.. حياتي  ليست بحاجة إلى تعقيدات الأسلاك!! لمست الهاتف -الذكي- لأسمح له بالصراخ في أذني كي يعلو صوته في رأسي فوق صوت معدتي.. ألتفت يمنة ويسرة.. ثم سألت نفسي.. لماذا تتلفتين؟! الباص لن يأتي من اليمين والشمال! طريقه واحد ومنتظم.. سيصل من اليمين -انتهى!- 
ولكنني لم أستطع أن أنظر إلى اليمين مطلقا.. أنزعج عندما أرى الجميع ينظر في ذات الاتجاه.. فتركت النظر إلى اليمين والشمال.. ثم رفعت رأسي لأسرق نظرة نحو السماء.. ففي وسط لندن.. أنت لا ترى غير الجدران.. وعليك أن تذهب إلى حديقة ما لتوسع نظر بؤبؤ عينيك.. أجد في النظر إلى الأعلى متعة غير طبيعية.. ربما لأنني أقضي جل وقتي ووجهي أمام شاشة الكمبيوتر أو بين دفتي كتاب!! صحيح.. من الجيد والممتع أن أرفع رأسي.. لا أسمع إلى ضجيج الموسيقى..  يبدو أن الأنغام ترفع بصري أيضا!! بلأنظر إلى السماء شاردة الذهن.. وعقلي اللاواعي يرقب وصول الباص.. 
في لحظة صمت.. لم تزد عن الثلاثة ثوان.. هي ثواني انتهاء أغنية وبداية أخرى.. سمعت قرع عصا على الطريق.. في الحقيقة.. أنا لا أدرك إن كانت أذني من سمعت الصوت أو أن عيني عقلي اللاواعي التي كانت تنظر جهة اليمين في انتظار الباص هي من رأت المشهد أولا! اعتدلت في وقفتي واستقام وجهي يمينا وتركزت حواسي كلها نحو القادم من اليمين.. لقد تضاعف عدد الواقفين عندما كنت شاردة الذهن.. ولكن بالرغم من ضوضاء الشارع لاتزال طرقات العصا على الطريق مسموعة.. لاحظت أن عيون الوجوه الملتفتة يمينا في ترقب الباص قد إلتصقت بالعصا.. كنت قد كتمت الهاتف -الذكي- مع بداية مشهد العصا.. في لمحة سريعة إلى شاشته انتبهت أنه قد مر من الوقت حوالي أربع دقائق..  ارتطمت العصا بعمود معلومات خطوط الباصات تفاوتت ردود فعل المتجمدين من تلويحة يد سريعة تراجع قدم والتفاتة رأس.. تغير سير العصا قليلا.. ولا تزال أعين الرؤوس ملتصقة بها متناسية اليمين!! عندما وصلت العصا أمامي.. إذا بإمرأة شمطاء في الخمسينات من عمرها تخترق المنتظريين لتلحق بالعصا فتمسك بذراع الضرير.. متسائلة إن كان يمانع في أن تسير معه.. وفي حركة لا إرادية.. ظلال الثلاثة أشخاص وأنا معهم.. تحركت نحو العصا.. سرنا خلفهما -السيدة والضرير- ثم توقفت.. وأعدت النظر.. لأسمع أحد الرجال يهرول إليهما ويقول "إلى أين تتجهان؟؟ أنا ذاهب من الطريق نفسه.. سأرافقكما" نظرت نحو الجهة الأخرى وسمعت كل صوت همس وذبذبة في الطريق.. فقلت.. "١٠ دقائق تفصلني عن المكان سيرا على الأقدام وأنا مبصرة!" ثم اتجهت يسارا 

Tuesday, 12 June 2012

to be tweeted ^.^;;;

هذا عنوان لمسودة رسالة إلكترونية.. كل ما أتذكر شيئا أو أرى شيئا جميلا أود التغريد عنه.. أسجله في هذه الرسالة.. الآن.. لدي الكثير لأغرد به - وأدون عنه - لماذا أفعل هذا؟ لأن تويتر غير موجود في هاتفي.. وأغلب تغريداتي كنت أنشرها وأنا أسير في الطرقات.. تلك التغريدات التي تعكس التفكير العشوائي للإنسان.. 

الآن.. وأنا أنظر فيها أقول في نفسي لا أعرف هل فعلا علي أن أنشر مثل هذه التغريدات.. الذي أفكر به في هذه اللحظة.. هو جدوى الحديث في تويتر.. كتبت مقارنة خفيفة عن التغريد والتدوين سابقا.. 

بعد الانقطاع.. وحفظ التغريدات  كمسودات.. بدأت أشعر أن جمالية تويتر يكمن في هذه العشوائية.. صحيح هناك من يغرد بانتظام عن مواضيع محددة -وقد يعتبره عمله- وأحيانا لا يجيب على الآخرين -مما أجده مضرا أكثر على عمله- هذا النوع من المغرديين أجدهم مملين.. لأنهم يتخذون تويتر كحرفة ووسيلة "تسويقية" أكثر من كونه وسيلة تواصل "اجتماعية" .. في النهاية جمالية تويتر والإنترنت والمجتمع الحقيقي هو وجود هذه الاختلافات  سواءا تقبلها الآخرون أم --ربطوا رؤوسهم واتخذوها همهم الأول-- 

ضاعت فكرة  هذه التدوينة بعد قراءة مسودت الأفكار!!! {انتهى}ء

Tuesday, 5 June 2012

وقت غسيل الملابس ٢


ماذا حصل للعالم اللندني من حولي وقت غسيلي للملابس؟؟

وضعت الملابس في الغسالة.. ومن ثم ضبطت توقيت المنبه لتنبيهي بعد ٣٧ دقيقة.. في هذه الأثناء.. فتحت التلفاز بعد الساعة الثانية ظهرا تقريبا لأرى إن كانت الاحتفالات الماسية قد انتهت..

كان المشهد على قناة البي بي سي يعرض الشارع المقابل لباكينجهام بالاس فارغا في لحظة ماقبل دخول الجموع إليه للاوقوف أمام شرفة القصر لتطل منها العائلة الحاكمة والملكة.. ما شدني في الموضوع كله.. هو التنظيم الباهر "للمشاة!" الصف الأول كان للخيالة.. تبعه بأمتار ٥ صفوف تقريبا من مشاة شرطة اسكوتلانديارد.. ومن ثم صف من الشرطة حديثي الخدمة.. تبعه أول فوج من الشعب.. وبالمناسبة.. كان يبدو أن خطاهم مدروسة بحيث يدخل كل فوج من العامة في مجموعة من ما يقارب المئتي شخص كل دفعة.. وبعد سيرهم لحوالي العشرين متر يسمح للمجوعة الثانية بالدخول.. وبالطبع الأولوية لمن كان ينتظر في الحديقة المقابلة للقصر.. ومن ثم تبعتهم الجموع الواقفة أمام البوابة الرئيسية من جهة ميدان ترافلجار.. من تابع من شاشات التلفاز لا بد أنه لاحظ كيف أن رؤوس الناس في الصفوف الأولى متقاربة إذا ماقورنت بالوافدين من الخلف.. كلما اقتربت الرؤوس.. كلما تلاحمت الصفوف وخفة سرعة السير.. إلى أن وصلوا الساحة المواجهة للقصر حيث أقيمت الحفلة الموسيقية بالأمس.. كان التعليق الذي علق في ذهني هو ماقاله معلق البي بي سي "وصلت الجماهير الساحة.. ولكن لا أعرف كيف ستتم عمليت التنظيم.. هل سيتوجهون إلى اليسار أم اليمين.. أنا متأكد من أن شرطة التنظيم ستحل المشكلة.. ولكنني لا أستطيع أن أرى من مكاني هنا!"

في تلك اللحظة صاح المنبه!!

حسنا.. علي نقل الملابس من الغسالة إلى النشافة.. ولكنني آثرت النظر إلى التلفاز لأرى كيف ستتم عملية التنظيم.. وما حدث هو أن مجموعة من الشرطة اتجهت يسارا وأخرى توسطت المدخل لكي تدخل المجموعة الأولى من الناس يسارا.. ثم توجهوا يمينا فتوجهت المجموعة الثانية يمينا.. وبهذا تنظمت الجموع يمينا ويسارا..

للأسف لم أجد الفيديو لتلك اللحظة.. ولكن ما وصفته أولا يمكنكم مشاهدته هنا:


في أقل من دقيقتين.. نقلت الملابس إلى النشافة.. ومن ثم حددت توقيت المنبه ليدق بعد ٣٠ دقيقة..
عدت بسرعة أمام شاشة التلفاز كي لا تفوتني لحظة "طلة الملكة!" والحمدلله لم تفتني.. والتقطت هذه الصور من -الشاشة!- ^.^

 الملكة إليزابيث.. استوقفني أن زوجها الأمير فيليب غير موجود.. الآن فقط اكتشفت السبب.. لقد أصيب الأمير -٩٠ سنة- بوعكة صحية..
 كنت أضحك لأنني ألتقط الصور من التلفاز.. بالتأكيد الإحساس مختلفت.. ولكنني أكتفيت بحضور فعاليات نهر التايمز والتقاط صورة للأسرة الملكية من على بعد ^.^ يمكنكم أن تشاهدوا ملافات كاملة عن الحدث في المواقع الأخبارية.. وهذا موقع البي بي سي..

نظرت إلى الملكة وأنا أقول في نفسي.. كم من الوقت ستظل واقفة أمام الجماهير.. تقريبا ٥ دقائق.. ولكنني فرحت لسعادتها.. لاأعرف شيئا عنها.. ولكن عندما يكون أي مسن مبتسما.. فلا نملك غير الابتسام معه!

عندما إلتفتت لتعود إلى القصر.. فتحت المنبه لأرى كم بقي من الوقت لانتهاء الغسيل.. فابتسمت.. رفعت رأسي.. فإذا بالمعلق يتحدث عن الجماهير.. وكيف أنه بإغلاق نافذة شرفة القصر ستظل الجماهير في الخارج لحين تنظيم عملية خروجهم من المكان..

التقطت صورة شاشة الهاتف.. لأكتب تدوينة اليوم.. عن ماذا يمكن أن يحدث في العالم من حولك.. في ٣٨ دقيقة لغسيل و٣٠ دقيقة لتنشيف الملابس..


  ماذا فعلتم أنتم في هذا الوقت؟

Sunday, 3 June 2012

Keep Calm it's the Diamond Jubilee


مر أكثر من أسبوع وأنا كلما دخلت المصعد في المبنى أرى إعلانا عن ساعات العمل وفعاليات الاحتفالات الماسية على جلوس الملكة على العرش البريطاني.. عقلي لم يسعه التفكير في أي شيء ماعدا الغبار الموجود على زجاجة الإعلان.. كلما دخلت المصعد قلت.. "لين اليوم محد نظفاه؟ مغبر!!" وفجأة.. قررت.. سأحضر الاحتفالات.. طبعا.. قرار ارتجالي كهذا دون سابق تخطيط له تداعيات.. من أهمها.. أنني لم أجد أي مكان مطل على النهر للمشاهدة والتصوير.. فكل الشرفات والمطاعم والفنادق محجوزة منذ سنة!!

ولكنني قلت.. "اليازية .. أنت بحاجة إلى تجديد.." فاتصلت بإحدى صديقاتي وسألتها إن كانت قد خططت لشيء ما ليوم الأحد ٣-يونيو.. والفرحة غمرتني لأنها لم تكن قد خططت لأي شيء ولم تكن تعرف أن هناك احتفالات أو بالأحرى حدث مهم لتشهده.. فمعرفتها محصورة أنها -إجازة طويلة!-

صورة عين لندن المطلة على بيج بين
كالعادة.. صديقتي لا تعرف طرقات لندن على الرغم من أنها تسكنها منذ خمسة سنوات تقريبا مما اضطرني للتخلي عن مخطط السير الذي كنت أنوي السير عليه -لأنني كنت أدرك تماما أنني لن أجد مكانا مناسبا لي.. كما أنني لم أفكر في صعود "عين لندن" على الإطلاق إلا عندما رأيتها.. وكان الطابور طويلا جدا فتخليت عن الفكرة

الوقوف بين الأطفال كان الحل الأمثل لأتمكن من -استراق النظر
على الرغم من أنني أكره الأماكن المزدحمة إلا أن روح الاحتفال تنسي الأمر مخاوفه.. وبالطبع لم تكن هناك فائدة من كاميرا ٥دي لأنني اخترت العدسة الخطأ.. وبسبب أطوال البشر حولي.. فالرجل الإنجليزي مترين ويحمل فوقه أطفاله.. لا مجال لي على الإطلاق أن أنظر.. فكانت النجاة في كاميرا الآي فون --شكرا ستيف جوبز 

لم أكن أستطيف النظر في شاشة الآي فون على الإطلاق.. ولكنني لمحت الملكة في كاميرا الرجل الذي يرفع يده في الصورة هذه:

الملكة في يد الرجل
التفت لصديقتي لأخبرها.. فقلت لها لنخرج الآن.. على الأقل شيء خير من لا شيء.. بعد أن خرجنا من الإزدحام.. نظرنا في الصور وإذ بالسفينة والملكة بردائها الأبيض  في الصورة التي سبقت صورة يد الرجل!!  انظر جيدا السفينة جاءت بين العمود والعلم.. والملكة هي النقطة البيضاء في وسطها ^.^ ء

بعد أن انتهينا.. وأكلنا طعاما تركينا ساخنا -في هذا اليوم الممطر- أوصلت صديقتي لمحطة القيطار.. لأنني أعرف لو لم أفعل فإن طريق العودة سيأخذ منها أكثر من ساعتين!! فعلت.. وكعادتي قررت تغيير الطريق الذي أسلكه للعودة.. كنت خارجة من المحطة.. وأنا على الدرج صعقت من نهر الناس تحت!! فوقفت لأنظر.. وإذا بالعالم يلوحون بأيديهم.. لم أعرف.. وبالطبع كل علامات الاستفهام والتعجب ظهرت في وجهي.. فوقت أنظر إليهم.. وقلت لا.. إنهم هم من ينظر إلي.. بمجرد أنني ابتسمت ورفعت يمياي لأحييهم.. إذا بالجميع يصرخ ويلوح ويرفع الأعلام البريطانية!! ضحكت وقلت "صدق إنجليز!" لأن الاحتفال لا حدود له عندهم... كانت طاقة بهجة وسرور..  سألت نفسي.. بماذا شعرت الملكة عندما رأت الجماهير على طرفي النهر يقفون لأجلها

النهر البشري تحت درجات مخرج محطة القيطار

المدخل ذاته من الجهة الأخرى
خرجت للسير.. على النهر.. وتأملته بعد أن غادرته الجماهير.. كان ساكنا برغم الرياح القوية.. ربما حافتي النهر هي من شهد الاحتفالات.. لأن النهر في حركة مستمرة.. وكما يقولون.. لا توجد قطرة ماء في النهر تمر المكان نفسه مرتين!! وهكذا هي حياة الإنسان

تلاشي الجماهير من حافتي النهر
والأهم... أنظروا.. بدء عمليات التنظيف مباشرة.. فالأمطار والجو البارد لم يؤخرهم

كتب على عربة التنظيف
Taking Pride in Lambeth
والحدث الأخير لهذا اليوم هو  هذا الشخص الذي لفت نظري.. فأخرجت الآي فون وبدأت ألتقط الصور بسرعة وفي المشهد الأخير.. لم أنتبه إلى بمنبهات سيارة التاكسي المسرع لأنني كنت قد وقفت في منتصف الطريق -والحقيقة أنني كنت أنظر في الجهة المعاكسة اعتقادا مني أن الطريق سالك!


والحمدلله.. عدت على خير

قد أكتب تدوينة أخرى عن استخدامات التكنولوجيا في هذا اليوم