Thursday, 19 December 2013

دراجة الرديف

في التدوينة السابقة لم أعرف المصطلح العربي لكلمة 
Tandem
 فما كان مني إلا أن سألت أهل الخبرة في موقع الجاريات، الذين قاموا بدورهم باستفتاء متابعيهم لاختيار كلمة لتوصيف هذا النوع من الدراجات، إلى أن تم اعتماد  دراجة الرديف.

كما أعلن موقع الجاريات هذا المصطلح في يوم اللغة العربية، فإنني كذلك أعتبر هذا الإنجاز إهداءاً للغة العربية في يوم اعتمادها كلغة رسمية معتمدة من قبل الأمم المتحدة الموافق ديسمبر ١٨. 

Thursday, 12 December 2013

Tandem


رأيت مثل هذه الدراجة الهوائية من قبل، ولدي دبوس مثلها تقريبا ولكن بلون أخضر. بالنسبة لي أي دراجة بعجلات (أو بسكليت كما يسميها البعض) هي رمز للتوازن والقوة والصحة. 

في الحقيقة، لم أعرف يوماً ماذا يسمون الدراجة ذات المقعدين، ولكنني سمعت بها في يوم معرض الشارقة للكتاب، قابلت صديقة  ألمانية، تعرف أنني كنت أتعلم الألمانية ثم توقفت لاستكمال دراساتي العليا في لندن -- أي توقفت لأكثر من ٧ سنوات حاولت مراراً العودة إلى المعهد في لندن ثم في أبوظبي لشهرين أو أكثر، إلا أنني كنت أشعر أنني أفقد مهاراتي اللغوية، مما جعلني أشعر بالإحباط لأبعد الحدود، والأمرُّ أنني كلما ذهبت إلى ألمانيا كلما ازداد حزني لأنني أشعر أنني أفقد اللغة. 

صديقتي هذه تعرف أنني لا أنوي العودة إلى المعهد حتى أستعيد ثقتي بنفسي فقالت: " هل ترغبين بمراجعة اللغة الألمانية عن طريق الـ tandem ؟" لم أفهمها، وبالطبع قرأت هي علامة الإستفهام والتعجب على وجهي، فقالت ببساطة: "هل تعرفين الدراجة الهوائية ذات المقعدين؟؟ هكذا، أنت بحاجة إلى شخص آخر لتقوديها، والشخص الآخر بحاجة إليك! أعرف سيدة ألمانية كانت تتحدث اللغة العربية بطلاقة ولكنها نسيتها، وتريد مراجعتها مع أحد، فإذا رغبت أضعكما على تواصل."
الفكرة أعجبتني، فسألتها إن كانت السيدة مدرسة لغة، فقالت أبدا ولكن الألمانية لغتها الأم وبالتالي تستطيع أن ترفع من مستواك عند حديثك معها بالألمانية كما ستساعدينها في استعادت لغتها العربية!"

بدت الفكرة ذكية، قررت خوض التجربة، وقبل مقابلة السيدة، بحثت في الإنترنت عن هذا الأسلوب في تعلم لغة أجنبية فوجدت أن الكثير قد مارسوه من قبل ونجحوا في اكتساب لغات، tandem هو باختصار تبادل لغوي بين شخصين من ثقافتين مختلفتين ولغتين مختلفتين!

قرأت حول الموضوع واكتشفت أنه معتمد من البعض منذ أكثر من قرن ---إذا لم يكن قرنين!!--- بدأت بفكرة من رجلين إنجليزيين في حوالي عام ١٨٠٠، ولكن الألمان طوروه كطريقه ممنهجة لاكتساب لغة أخرى عام ١٩٦٠ وما لبثوا إلا أن اعتمدوا مصطلح tandem كمصطلح رسمي لوصف هذا المنهج من قبل الألمان أيضا عام ١٩٦٨، فتم  تنفيذه رسمياً في مشروع كان يعتبر الأول من نوعه كطريقة للتبادل اللغوي بين فئة اليافعين الألمان والفرنسيين.

بعد حوالي خمس سنوات، كرر الألمان المشروع ذاته مع العمالة المهاجرة في ألمانيا، وتحديداً مع عمالة الأتراك، عام ١٩٧٣ في ميونخ، تبعتها مدينة بريمن التي تبنت المشروع كوسيلة لتعليم اللغة الألمانية للمهاجرين. مدينة فرانكفورت سعت إلى تطبيق المشروع كذلك بعد عشرة سنوات أي عام ١٩٨٣ ، ولكن بطريقة مطورة حيث أنه أصبح نظاماً مدرسياً قائماً بذاته، يجلس في غرفة صغيرة شخصين ويبدآن بالمحادثة -- تعتبر هذه نقلة نوعية لأن طريقة الـ tandem أخذت طابعا مدرسياً ممنهجاً في مدرسة أطلق عليها "الأتراك في فرانكفورت" فتمكن الأتراك المهاجرين من تعلم اللغة ووسعوا معارفهم حول الثقافة والعادات والتاريخ الألماني*.

tandem طريقة فعالة لاكتساب لغة، كما أنني أراها أسلوبا للحياة، فمرة أخرى أكرر دراجة الـ tandem بالنسبة لي هي رمز للتوازن والقوة والصحة!

والآن، إلى أين وصلت بعجلة الـ tandem هذه. صدق أو لا تصدق، كنا قد اتفقنا أنا والسيدة الألمانية على أن نتحدث حول رسم بياني باستخدام مصطلحات علمية مثل (ارتفعت النسبة بـ ، هبط المؤشر فجأة، ... إلخ من مصطلحات الإحصاء والرياضيات) المهم، أنني حقيقة تململت من هذا الواجب، فلقد كان علي أولا تحليل الرسم البياني ثم كتابته باللغة العربية، ثم محاولة ترجمته في مترجم Google --الذي كان يترجم بطريقة سيئة للغاية، مما اضطرني إلى إعادة صياغة الجمل و و و و و .. هذا كله غير مهم! 

الأهم، هو أنني فكرت بشيء آخر، قلت في نفسي ربما لو اخترت رسما أجمل لتفاعلت مع الموضوع أكثر، فوجت هذا الـInfographic الذي يتحدث عما إذا كان مصممي الجرافيكس قراءاً أم لا:

مصدر الصورة

أعجبتني الفكرة كثيراً، فتركت اللغة الألمانية، والواجب كذلك، وقضيت فترة ليست بالقصيرة وأنا أنظر وأعيد النظر وأقرأ وأفكر حول هذا الموضوع. لقد توصلت مجموعة الطلبة هذه إلى أن شعبتهم (أي مجموع ١٩ طالباً) يقرؤون مجموعين ما معدله ٨٠ ساعة في الأسبوع، والذي يعادل ٤١٣٤ ساعة في السنة ، والأهم أنهم ختموا رسمهم البياني المبسط هذا بـعبارة: (هذا ١٧٢ يوماً من القراءة).

بالتأكيد لدي الكثير من الملاحظات السلبية حول الدراسة -- ولكنها لم تهمني على الإطلاق، ما  أهمني أكثر أنهم كانوا يسمعون من ينعتهم كمصممي جرافيكس بأنهم لا يقرؤون وأرادوا إثبات عكس ذلك. 

فتذكرت أسوأ شيء أسمعه في المجتمعات العربية (((الشعوب العربية شعوب لا تقرأ))) أو (((أمة إقرأ لا تقرأ)))
يا أخي إذا كنت أنت -يا من تردد مثل هذه الأقوال- لا تقرأ، فاحفظ ماء وجهك وأمسك كتاباً واقرأ!!! لا تعمم أبداً!!

هذا هو الإحساس الذي كان ينتابني كلما سمعت مثل هذه العبارات المحبطة - ولو أني كنت دائما أستخسر أن أضيع وقتي في مجادلة هؤلاء الناس- ولكنني هذه المرة عزمت على إثبات العكس، فما كان مني إلا أن فتحت Google Drive ثم فتحت صفحة لإعداد استبيان، كتبت أسئلة فأعددت استبيانا إلكترونيا، ثم نشرته في صفحتي في تويتر مساء يوم ٤ ديسمبر ٢٠١٣:

 الحمدلله، إلى اللحظة تجاوز عدد المشاركين ١٨٠٠ مشارك ، كل المعلومات حول الاستبيان ومستجداته موجودة في مدونة مختصة به فقط أسميتها أنا أقرأ ، شاركونا ، أتمنى أن نثبت للعالم أننا نقرأ! ونعمل بما نقرأ! ^.^

بالمناسبة، كتبت هذه التدوينة كمشاركة في مسابقة صغيرة في مدونة عبدالله المهيري.
----

*مصدر هذه المعلومات موقع http://www.tandemcity.info


أحب هذا النوع من التصوير

Chronicle of Metamorphosis
مصدر الصورة 


لأن هذا النوع من التصوير يعكس قدرة المصور على رؤية الجمال والتميز والإبداع في محيطه دون الحاجة إلى التكلف. 

بالمناسبة وجدت الصورة بعد أن تفاجأت بأن أحدهم وصل إلى مدونة أنا أقرأ عن طريق موقع كوري -- لاأعرف اللغة الكورية، ولكن يبدو لي أنه موقع اجتماعي للمصورين الكوريين، يربطونه بمواقعهم الشخصية أو صفحاتهم في فليكر، بمعنى أنه Database المصورين! 

إليكم الموقع:

http://kallery.net 

Wednesday, 4 December 2013

استبيان أنا أقرأ ^.^

Saturday, 5 October 2013

Leonardo Da Vinci

ليوناردو دافينشي من أكثر الشخصيات التي أثرت ولا تزال تؤثر في نفسي، وأحب تأمل أعماله، ولكن أكثر ما يشدني هي رسماته التي يدرس فيها الكائنات الحية، قيل أن بعض الرسمات التخطيطة لمقاسات الجسم البشري وأعضائه الداخلية كان يقوم بها خفاءا لأنه يقوم بتشريح بعض الأجسام البشرية، صدمتني رؤية رسمة تشريحية لامرأة حامل ماتت قبل الولادة لمعرفة شكل الجنين ووضعيته -أرفق لكم نسخة من تلك الصورة، لا أعرف ماذا أطلق على هذا النوع من الدراسة العملية، الفكرة في حد ذاتها مخيفة، ولكنه فعلها، كما أن علمه بالبصريات ساهم مساهمة كبيرة في إنجاز رسماته ووصولها للعالمية، والموناليزا غنية عن التعريف! 


Leonardo da Vinci (Artist, Writer, & Inventor) :مصدر الصورة

هناك كتاب مسموع، ذكرته سابقا ولا أزال أنصح به، وهو كتاب كيف تفكر مثل ليوناردو دافينشي -باللغة الإنجليزية- للمؤلف مايكل جلب، كما توجد له محاضرات مرئية. وجدت تلخيصا للكتاب في رسمة، وهي عبارة عن سبعة نقاط تساعدك على التفكير مثله:


 Visual booksummary of the great book by Michael Gelb: How to think like Leonardo Da Vinci مصدر الصورة 

بالنسبة لي أرى أن من عوامل تطور عقل هذا الفنان، المخترع، والمعماري ليوناردو دافينشي: ١) ملاحظة تفاصيل مايدور من حوله ٢) تدوين هذه الملاحظات على شكل رسمات ومخططات في دفتره الذي يصطحبه معه في كل مكان ٣) الاحتفاظ بهذه الدفاتر كمراجع له طول حياته ٤) تكوين علاقات وتدريس عدد من الطلبة وبالتالي نقل علمه إليهم ٥) والتنقل والترحال

كتبت سابقا عن زيارتي للمعرض الذي خصص له في لندن وكتبت حول تلك الزيارة تدوينتين:



 لماذا أتحدث عن دافينشي ؟؟ بالأمس اكتشفت رسمة من رسماته، إن النظر في لوحاته ومخطوطاته تجعلني أرغب في رسم كل شيء تقع عليه عيني!

^.^ أتمنى لكم إنجازات على المستوى الإنساني تفوق إنجازات دافينشي ، لم لا؟!

Monday, 30 September 2013

عندما يعلمك طائر صغير دروسا في الحياة -٢




لا أعرف كيف امتلكت جرأة على جمع الحشرات والتقاط صور له وهو يأكلها

كفيلي هو "الله" لا سواه، فهو الذي كتب لي حياتي فسخر لي أمي وأبي لأبصر نور هذا الكون، وهو الذي قسم رزقي في  هذه الدنيا، والذي أطمع في رحمته ومغفرته وعفوه يوم الحساب، والله فقط من يملك أن يكرم الإنسان ويرزقه لاغيره

 والآن، دعوني أستكمل سرد قصة طائر الوقواق التي بدأتها منذ أشهر.. ذكرت أنني سأتحدث عن نقطتين إضافيتني مما تعلمتهما من هذا الطائر،  خصصت هذه التدوينة عن الحديث عن الرزق وكفالة الله لمخلوقاته.

لم أكن أمتلك معلومات كافية عن طائر الوقواق وطعامه، مما حدى بي أن أبحث عن أي معلومة على الإنترنت حول معدلات وكميات إطعام هذا الطائر، والحق أنني لم أكن أستطيع النوم أو فعل أي شيء بينما هو بالقرب مني، لأنه كان كلما شعر بوجودي أو رآني حوله بدأ بإصدار زقزقة يرق لها قلبي فيشتتني عن أي عمل أقوم به ويجعلني أبحث له عن طعام، كدت أن أجن لأنني شعرت أنه يأكل أكثر من حاجته!

لم أترك وسيلة إلا حاولت تسخيرها لمعرفة ما يأكله هذا الطائر، تويتر وإنستقرام كان لهما نصيب الأسد، فمن الإجابات التي وصلتني أن أطعمه سيريلاك، ولكنه لم يتقبله، شرب شيئا من الماء ولكنه لم يتوقف عن "الاستجدااااااء!"

المهم.. أنني عثرت على هذا الجدول في دراسة:


هذا الجدول جعلني -أصعق!

فمن أين لي أن أجد ٢٠ إلى ٢٤  حشرة يوميا؟ كان شغلي الشاغل -من أين لي أن أطعمه!!

ثم استرجعت ، أن الله هو الرزاق، فكما أنه هو وحده من جاء بالطائر إلى منزلنا، فهو وحده من سيعينني على إطعامه، وبدوري لم أترك أحدا في المنزل إلا وأوصيته أن يمسك ب"العث*" إن مرت عليهم واحدة.   بالطبع، اكتشفت أنني إذا خرجت بعد صلاة الفجر وقبل الشروق فإنني سأجد أعدادا لا بأس منها حول الحشائش وبين النباتات. كما أنني اكتشفت أن خلال هطول الأمطار تلتصق هذه الحشرات على جدران البيت وبين الأحجار!! المهم أن المكان يكون مظللا وجافا، بالطبع يستحيل أن أجد هذه الحشرات في وقت الظهيرة!!

الوقواق في لحظة ترقب للوجبة القادمة


أذكر تماما كيف أن مساء أحد الأيام، لم نعثر إلا على اثنتين، وقبل أن أنام، كنت أسمع صوته، فخرجت للبحث عند المصابيح لعلي أجد حشرات حولها، ولكنني لم أجد. كنت قد قضيت اليوم بطوله في الخارج، فبدأ ضميري يؤنبني لأنني لم أجمع أي شيء نهار ذلك اليوم!

عدت إلى غرفتي، أطفأت الأنوار، استلقيت على السرير، ثم أغمضت عيني كي أنام،  *فجأة* في تلك اللحظة التي كنت أوشك أن أغط في النوم، فتحت عيني، كنت أحدق في السقف، لم أحرك ساكنا، إلى أن أدركت أنني شعرت أو ربما رأيت  "طرفشانة" وأنا نائمة، ظننت أنني كنت أحلم، ومائن ساورني هذا الشك، حتى قفزت من على السرير لأنني رأيتها تمرر من أمامي ولونها الفاتح عاكسا بعضا من الإضاءة الخافتة والتي عادة ما أتركها مفتوحة، فبدأت المعركة ، ولطمتها بيدي ولكنني لم أكن متأكدة أين سقطت، فنفضت الفراش عدت مرات، ثم بحثت على أرضية الغرفة،  وتوقفت..... رفعت رأسي باتجاه زجاجة المصباح أعلى السرير، فهرعت إلى مفتاح الإضاءة لأفتح الأنوار، وبمجرد أن عشيت عيني الإضاءة، أغمضت عيني ثم فتحتهما مباشرة خوفا من أن أغفل عن "الطرفشانة" ، ابتسمت ابتسامة عريضة لأن ظلها انعكس على زجاجة المصباح في الأعلى، أمسكت بقطعة قماش وبدأت أهش بها حول المصباح، إلى أن ظهرت من هناك ، وهوت باتجاهي، فما كان مني إلا أن تركت قطعة القماش وأحكمت بقبضة يدي اليمنى عليها!

خرجت من الغرفة، لأجد أختي وابن أخي -كانت الساعة قد تجاوزت الحادية عشر ليلا- بادروني بالسؤال عن الجلبة التي أحدثتها فجأة، ابتسمت، رفعت ذراعي عاليا، وقلت: "لن تصدقوا، ولكنني غفوت فأيقضتني الطرفشانة لتلقنني درسا بأن الرزق من الله وحده!!" فركضت حيث طائر الوقواق، فتحت القفص، أطعمته، ثم خلدت إلى فراشي وأنا أقول، الله أرسل لي هذا الطائر كي لا أغفل عن أنه هو وحده الرزاق!!



* الطرفشانات


Tuesday, 17 September 2013

كتاب - ثلاثة كتب - ثلاث مكتبات - و خفي حنين

 اعتدت شراء كتب للأطفال كلما أبصر النور طفل لإحدى صديقاتي.. ولكنني حزنت بالأمس.. عندما ذهبت إلى الخالدية مول للمرور على مكتبة "بوك وورم" لكتب الأطفال واليافعين .. فوجئت بأنه غير موجودة، في مكانتها، وقلت في نفسي، "اختفت المكتبة!!!" ولكنني لم أشأ تصديق ما رأيت وحاولت أن أقنع نفسي بأنني قد أخطأت في استرجاع مكانها.. فاتجهت إلى السلالم المتحركة وصعدت طابقا آخر لأجد نفسي أمام ردهة المطاعم حيث السينما!!! فعدت أدراجي وأخذت طريقا آخر لعلي أجدها في زاوية آخرى.. توقفت.. واسترجعت.. "من المفترض أن تكون أمامي مكتبة "بوك كورنر".. لم أشأ أن أصدق.. فوجدت عاملا يجلس داخل قطار صغير -لاأعرف من هو صاحب الفكرة ولكنني لو كنت طفلة لأحببت أن يجول بي في المركز!-

المهم، سألته إن كان يعرف أين "ذهبت" المكتبة، فقال "أوه أغلقوها!" ابتسمت وكلي إحباط قائلة، هل فتحوا أي مكتبة جديدة في المركز؟ فقال "لا ، جربي لولو هايبر ماركت" شكرته وعدت من حيث أتيت.. 

لم تنته قصتي مع المكتبات عند حدود الخالدية مول، بل تواصلت معي في نهار اليوم التالي -أي اليوم!-  ذهبت إلى مكتبة، أبحث تحديدا عن إصدارات مركز دراسات الوحدة العربية، كالعادة، لم أجد ما أبحث عنه، ولكنني وجدت ثلاث كتب أخرى تستحق الاقتناء، تأملت الكتب، وتصفحت كلا منها، وقرأت شيئا منها، إلى أن ابتسمت للثلاثة كتب وقلت "سأقتل إن عدت إلى المنزل بصحبة ثلاثة كتب" اكتفيت بكتابة عناوين الكتب، وكعادة صاحب المكتبة، مر علي وحاول إقناعي بشراءها فقلت الكتب غالية الثمن، قال هذا سعرها يمكنني أن أخصم منها تسعة دراهم، نظرت إليه وقلت لا بأس لعلي أعود إليك لاحقا. ثم قلت له، أبحث عن ترجمة كتب شارب، فقال لي "ليس لدينا أي كتب أخرى من إصداراتهم، كان عندنا الكثير، وهذا ما تبقى" حاولت أن أقنع نفسي بأن تعليقه هذا ما هو إلا طريقة لتسويق الكتب الثلاثة عن طريق *تخويفي بأنني قد لا أجد أيا من كتبهم مرة أخرى* وليس شيئا آخر، والحق أنني لا أزال أفكر في هذه الكتب الثلاثة إلى هذه اللحظة!


ثم مررت على قسم الروايات، لم أستسغ أي عنوان، وكان البائع يسير عائدا إلى مكانه، فتذكرت مجموعة كتب أخرى، والحق أن عيني وقعت  على اسم مالك بن نبي، فسألته بسرعة، هل تبيع كتب الأستاذ جودت سعيد، فقال من؟ قلت جودت سعيد، نظر إلي كأنني ذكرت له اسم شخص مريخي، فقلت أين كتب دار الفكر، فقال "آه،  لا!" لم أفهمه،  استنكرت حقيقة لأنني كنت أرى بأم عيني كتب دار الفكر في كل مكان، فهل ال"آه" أنه عرف المؤلف جودت سعيد (الذي يسمى ب غاندي العالم العربي) و ال"لا" لنفي وجود كتبه، أم كانت نفيا لوجود كتب دار الفكر ، ربما يكون فكره وصل إلى سوريا.. لم أفهمه واكتفيت بشكره.

كنت على وشك أن أعلق على ترتيب الكتب في المكان، ولكنني آثرت الخروج، وفكرت ***  أن على كل مكتبة أن تعرض كتب الأطفال، فاليافعين، فالروايات، فالكتب التخصصية، فتكون كتب الأطفال في الواجهة، أما الكتب ،التخصصية فسيصل إليها القارئ كل على حسب تخصصه، ولكن أن نرى كتب  فوزية الدريع في الواجهة مع كتب سياسية ، فالروايات، فكتب الأطفال فالتخصصية فهذا غير مناسب، كل كتب السياسية مكانها أرفف السياسة، لا أريد أن أسمع عن "تسويق" الكتب، يا ناس هذه -مكتبة- أي أنها مكان لإثراء الفكر والعقل.. 

------

*** كنت قد كتبت هنا "عائدة بخفي حنين"، ولكنني قررت أن أحذفها من النص ، لأنني أعتبر من عاد بملاحظات أو أفكار لايمكن أن يوصف بهذا الوصف، حتى ولو كان قد عاد فارغ اليدين!

Thursday, 23 May 2013

إجازة رقمية أخرى

لن أنشر تدوينات خلال الثلاث أسابيع القادمة، أعتذر لمن ينتظر تدوينات طائر الوقواق


دعواتكم

^.^

Thursday, 16 May 2013

د. عيسى بن خليفة السويدي

روابط متعلقة  بأخي المعتقل د. عيسى بن خليفة السويدي 


رابط موقع أرشيف الأخبار

رابط موقع الأرشيف المرئي


وتدوينة: "لماذا وضعت صورة أخي د. عيسى بن خليفة؟"

Tuesday, 14 May 2013

عندما يعلمك طائر صغير دروسا في الحياة -١


دائما ما أردد:

 أنت لا تعرف اليوم الذي سوف تحتاج فيه إلى كتاب ما، فإذا كان في حوزتك، اتركه وأقرأ غيره إلى حين حاجتك إليه!

والآن، دعوني أسرد لكم قصة، أكدت لي أن المبدأ الذي ذكرته فيه الشيء الكثير من الصحة، ففي ظهيرة أحد الأيام تلقيت اتصالا من أختي لتستأذنني باستعارة قفص روزينا الرزينة، وهي ببغاء جالاه أسترالي سأكتب عنها لاحقا بإذن الله، أخبرت أختي أن القفص غير عملي إلا في حالة التنقل من مكان إلى آخر. ولكن فضولي كان قاتلا عندما أخبرتني أنها وجدت طائرا صغيرا في السن، كبيرا في الحجم ولا تعرف من أي نوع هو.

نزلت على الفور فتفاجأت بطائر ريشه أقرب إلى ريش الشاهين، كنا متأكدين من كونه بريا، ولكنها المرة الأولى التي نستقبل فيها هذا المخلوق في المنزل.  أول ردة فعل لي هي فتح الباب ومحاولة مسح رأسه، فبدأ بالهجوم والنقر على أصابعي، ضحكت لأنه كان صغيرا ولا يملك من القوة أن يؤلمني أو حتى أن يخيفني!


الطائر

بعد محاولات وقف على إصبعي -ونام!!! كان مستهلكا؛ بالمقارنة مع روزينا كان هذا الطائر خفيفا جدا، المهم أننا أدركنا أن علينا معرفة نوعه لنستطيع إطعامه، فقمنا أولا بنشر صوره على تويتر وإنستقرام، لم يعرفه أحد، وكل التخمينات كانت خاطئة،  فنظرت إلى من حولي وقلت، أنا أعرف أين سأجد الإجابة -ولم تكن الإنترنت هي المفتاح بل الكتاب!!-

أسرعت إلى مكتبتي وأحضرت كتاب  طيور الإمارات، ضحكت لأن هناك من أصر على أنني لن أنتفع بهذا الكتاب أبدا، أذكر جيدا أنني اشتريته من المجمع الثقافي خلال معرضهم السنوي يقام بمناسبة اليوم العالمي للكتاب، كتاب بدرهم -وهو معرض يقام لبيع الفائض من منشورات المجمع الثقافي على العامة، وأذكر أن أعدادا هائلة من الباكستانيين كانوا يحملون الكتب في صناديق على رؤوسهم  ويهرولون بها إلى الخارج، كانت هذه لفتة جميلة من المجمع الثقافي الذي  أتمنى أن يكررونها .

دفتي كتاب طيور الإمارات وختم معرض كتاب بدرهم

المهم، أن الكتاب عبارة عن دليل لكل أنواع الطيور التي تعيش أو تمر على الإمارات في طريق هجرتها من جهة إلى أخرى، وهو مدعم بالصور والرسومات التعريفية كما ترون :

صفحة  من كتاب طيور الإمارات

بحثنا في هذا الكتاب على أمل أن نجد هذا النوع، فبدأنا أولا بالصفحات المصورة صورا فوتوغرافية، ولكننا لم نجد شيئا، ثم انتقلنا إلى الرسمات، فعثرنا عليه واكتشفنا أن هذا الطائر هو صغير الوقواق، كما عرفنا أنها أنثى لأنها بنية اللون، فالذكر منها يكون رماديا، والوقواق من الطيور المهاجرة -لابد أنكم قد سمعتم به في قصص وشعر العرب- ولكنني لم أعرف أنه هو صاحب السلوك المخيف، ولكن الحقيقة العلمية مرة ، وأجزم أنكم قد سمعتم بها أيضا ولكنني شخصيا لم أعرف بوجود هذا الطائر في البلاد-

لن أشرح تلك الحقائق، بل سأترككم مع هذا المقطع لتراقبوا تصرف أم الوقواق، ثم صغير الوقواق بعد لحظة ولادته مباشرة وهو مغمض العينين بلا ريش:

لمن يريد مشاهدة الحلقة كاملة  وبجودة عالية  ، الرابط موجود هنا

صغير الوقواق هذا علمني الكثير، من بينها ما ذكرته سابقا -وهو ألا تقلل من شأن أي كتاب موجود في مكتبتك فلا تعلم متى سينفعك، والثاني أنه أكد لي كذلك بأن الرزق مكتوب ولن تصدقوا ماحدث لي كي أطعم هذا الطائر، أما الأمر الثالث فهو ما لا يؤمن به الكثير ولكنه قوة  التخاطر وقدرة الإنسان على جذب الأشياء من حوله.
سأكتب عن النقطتين الثانيتين في تدوينتين منفصلتين كي لا أطيل عليكم.

Friday, 26 April 2013

ثاني يوم لي في #معرض_أبوظبي_الدولي_للكتاب

لقد أنهيت المعرض في ثاني زيارة، الحمدلله، أنوي زيارة أخيرة للمرور على الأندية الثقافية الموجودة و شراء ما قررت أنه يناسبني، فمن عادتي النظر في الموجود من الكتب وشراء ما أحتاجه بعد مقارنة الكتب. 

إذا كنت تنوي شراء مجموعة كتب، فأنا أنصحك بالتوجه إلى جناح بين 10A05-10A06، هو بلا عنوان، ويشبه المستودع، يمكنك أن تحصل على عربة صغيرة تسهل لك عملية حمل الكتب خلال جولتك في المعرض (الكبييير).

سمعت رجلا غاضبا، يشتكي بشيء من البذاءة إلى بائع، ومعه أسرته، بسبب غلاء الأسعار، كلامه صحيح أنا ألاحظ هذا ، فلقد وجدت كتابا سعره ٥٠٠ درهم، استنكرت وقلت للبائع أن قيمته الأصلية لا تتجاوز ال٢٠٠ درهم! --لم أجرء على قول ١٥٠ درهم! لأن هذا هو السعر الذي اشتريت النسخة القديمة منه منذ سنوات، فقال لي: "كلامك صحيح، ولكننا رفعنا قيمة كتبنا ١٠٠٪ لأننا تحت حصار اقتصادي --الكتاب للفنان مرتضى كاتوزيان، وهو إيراني-- فنظرت إليه وقلت، ولكنك تقف أمامي الآن ولاداعي لترفعه بهذا القدر! فقال : "لا هذا كله بسبب الأمريكان!" فلقت في نفسي ((إيه جاب اللي جاب؟!!!) فتركته!

والآن، ماذا شد انتباهي في هذه الزيارة.. 

جناح 11J39: دار المنى، يترجمون روايات عالمية إلى اللغة العربية، الترجمة ممتازة، وقائمة كتبهم متنوعه، من الأطفال الصغار حتى سن "التسعين" كما قالت صاحبة دار النشر، فقلت "مئة سنة إن شاء الله!"
جناح 11L43: دار إقرأ، تجدون فيه كل كتب د. مصطفى أبو السعد

هناك أجنحة مختلفة لدور نشر صينية، وكورية جنوبية ويابانية، من بينها:

جناح 11K17: السفارة اليابانية
جناح 11D30: دار نشر صينية لديها كتب مترجمة باللغة العربية
جناح 11C36: دار نشر إيرانية تبيع أقلام الخط (البوص)

أوه! نسيت أن أذكر بأنني وجدت رواية فانتاسي عربية، فخرقت كل قوانيني الشخصية والشتريتها! 

رواية ملك الأشياء تجدونها في جناح 9H41 على ما أذكر


Wednesday, 24 April 2013

أول يوم في #معرض_أبوظبي_الدولي_للكتاب


اليوم قضيت أربع ساعات ونصف، ولأن الوقت الذي اخترته كان وقت الظهيرة لم أنتبه إلى أنني أخذت راحتي بين الكتب ولم أنتهي إلا من قاعتين ونصف!! إنني مؤمنة بأن وقت الظهيرة من أنسب الأوقات لأن الفترة الصباحية تعج بطلبة المدارس والجامعات -على الرغم من أنني أستمتع بوجودهم وتأمل تفاعلهم- إلا أنني أفضل أن تكون زيارتي الأولى هادئة.. 

ولكن!!

هناك ما عكر صفو قراءاتي، وهو تنظيم بعض الفلكلورات الشعبية التي تطوف حول الأجنحة ، والحقيقة، أنهم كانوا مزعجين! لقد تفاجأت بالصوت ولم أستطع التركيز على ما أتصفحه! صحيح التعرف على الرقصات الشعبية من مختلف البلدان شيء جميل ولكنني لا أعتقد أن الطواف بهم في قاعات المعرض فكرة جيدة، لو كانت هناك مساحة مخصصة عند المدخل أو ماشابه، ربما تكون أفضل، ربما!

والآن من أهم ميزات معرض الكتاب لهذا العام هو تطوير خريطة المكان بحيث أنها كانت سابقا خريطة من صفحة واحدة بحجم أكبر عن A3 ، فكان  الرسم التخطيطي في جهة، وقائمة كاملة بكافة أسماء دور النشر المشاركة، الدولة، رقم الجناح بخط صغيييييير في الجهة الثانية من الصفحة.

أما نسخة خريطة هذا العام فإن من أهم ما يميزها أنها بحجم A5 وعلى شكل دفتر مقسم على حسب تقسيم القاعات (قاعة ٨، قاعة ٩، قاعة ١٠، قاعة ١١، قاعة ١٢) والأهم أن صفحة كل قاعة تقابلها صفحة قابلة للفتح مرتين بحيث تكون أسماء دور النشر المشاركة مكتوبة بخط مقروء وواضح.

لا أعرف ماذا يهم قارئ هذه التدوينة لأكتب عنه، ولكن يمكنني أن أعدد بعض الأماكن التي قد يستفيد منها زائر المعرض، وبالطبع هي محصورة في قاعة ٨ و ٩ و ١٠. 

جناح 9C30: كتب بلاتينيوم، المكتبة الوحيدة التي وجدت عندها روايات فانتازيا لمؤلفين عرب.

جناح 9A36: كتاب صدقة - إذهب وانظر فيه بنفسك ^.^

جناح 8H06: دار ربيع للنشر - كتب أطفال، تعجبني.

جناح 8D18: شركة الوراق، لديهم كتب أدب الرحلة، أعني كتبا مترجمة للرحالة مستشرقين في البلدان العربية.

جناح 9D01 : متخصص ببيع الروايات فقط - والأهم أنني وجدت عندهم ثلاثية بيروت لربيع جابر.  

جناح 8G01: دار العالم العربي للنشر والتوزيع، يبيعون كتب المجلس الإماراتي لكتب اليافعين. 

جناح 9H25: دار نشر لفتت نظري لأن فيها الكثير من الكتب المتعلقة بالتاريخ الأندلسي، اللغة العربية، واللسانيات.
هناك جناح، للأسف التقطت صورا له ولكنني نسيت تسجيل رقمه أو حتى اسمه وهو في حب زايد، يعرض فيه السيد الكعبي مجموعة من مقتنياته القديمة المتعلقة بالشيخ زايد، أنصحكم بزيارتها لأنها كنز من ذكريات ماضينا، إذهبوا وانظروا وأنا على يقين من أن ذكرياتكم سوف تطفح فجأة وقد تكون حافزا لكم لإنجاز المزيد في هذه الحياة !!

وبالطبع من أهم الأجنحة التي لم أخرج إلا بعد المرور عليها هو ركن الرسامين -أحبه! وبالمناسبة، علي شكر معهد جوته على الدورات التي يقدمها بالتعاون مع للإماراتيين ممن يرغبون بكتابة ورسم القصص للأطفال واليافعين، حقيقة جهدهم مميز ويستحق أن ينظر فيه، يمكنكم زيارتهم في جناح: 12C17


كما يجب شكر المنظمين لأنني لاحظت أن توزيع دور النشر كان على حسب المواضيع -تقريبا، ويمكن تقسيمها كالتالي:

مساحة كتب الأطفال وتقع في قاعة ٨ من 8K06 - 8E06 تقريبا.
مساحة كتب القانون وتقع ما بين 9E17 - 9F36 على ما أذكر.
 مساحة النشر الرقمي وتقع ما بين 11F17 - 11F36 - لم أزرها بعد
وقاعة رقم ١١ تختص بالناشرين الأجانب إلا أنني لم أزرها بعد.
وأعتقد أن معظم قاعة ١٢ للناشرين الإماراتيين والمؤسسات الإماراتية.

هذا كل ما أستطيع استرجاعه لهذا اليوم. 


Tuesday, 23 April 2013

روابط معرض أبوظبي الدولي للكتاب ٢٠١٣ #ADIBF


في العام الماضي كتبت تدوينة تتضمن ١٧ نقطة حول معرض أبوظبي الدولي للكتاب، هي عبارة عن نصائح لزوار المعرض، أنصحكم بالنظر فيها، وأود التنويه على أن روابط تدوينة العام الماضي قد تغيرت، لذا أرفق لكم بعض أهم روابط الموقع الإلكتروني العربي للمعرض:


٢. دورات لزوار المعرض، للأسف لا توجد أي معلومة حول توقيت هذه الدورات وإذا ما كانت تتطلب تسجيلا مسبقا




٦. هناك عدة روابط للبحث، رابطين مهمين أؤكد أنك إن كنت تعرف نوعية الكتب التي تحتاج إليها أو البلاد التي ترغب في رؤية دور النشر عندهم أن تنظر في خارطة المعرض وتستخد صفحة البحث قبل الذهاب للمعرض ، وهذا هو رابط البحث عن أسماء الكتب أو المؤلفين

٧. للأسف هناك فكرة رائعة وهي مدونة المعرض ولكن كل المشاركين فيها يكتبون باللغة الإنجليزية، ورابط اللغة العربية فارغ! أتمنى أن يتم تفعيله خلال أيام المعرض.


*****أهم شيء:

تاريخ معرض أبوظبي الدولي للكتاب:

24-29 أبريل 2013

دوام المعرض

يومياً: 9 صباحاً 10 – مساءً
الجمعة : 4-10 مساءً


وإضافة خفيفة: رابط لتدوينة حول أول مكتبة للكتب المستعملة في أبوظبي -أتوقع أن الكثير منا يرغب في إستبدال أو بيع كتبه  ^.^

Monday, 22 April 2013

إجازة رقمية سعيدة

عندما كنت في المدرسة كنت أبدأ عدا تنازليا للإجازة الصيفية مع بداية الفصل الثاني للعام الدراسي -أجزم أن الكثيرين كانوا يقومون بطقوس مماثلة- المهم أننا نريد أن ننهي هذه السنة على خير ونستمتع بالإجازة الصيفية!!

ولكن السؤال الأهم لماذا كنت أنتظر الإجازة؟! ببساطة لأستمتع بالإنجاز! بالتأكيد السفر يلتقم الإجازة ولكن في الأسبوعين أو  الثلاثة أسابيع التي كنت "أمتلكها" لوحدي كنت عادة ما أقضيها في المرسم الحر التابع المجمع الثقافي، أو في قراءة شيء جديد والاستمتاع بالألعاب الإلكترونية -إلى حد الإدمان! ونسيت المشروع الصيفي الأهم، كنت أستمتع بتنظيف المكيفات ^.^

والآن، لماذا هذه الحديث كله عن الإجازة، لأنني ببساطة أنجزت وأستحق التجديد، وكما يقول ابن أختي ((حلِّيتي أطول واجب في العالم؟!) أجل، تم بحمد الله وعونه منحي درجة الدكتوراه في التواصل الثقافي عبر القنوات الفضائية من جامعة كينجستون يوم ١٨ مارس ٢٠١٣، بدأت بعدها بالبحث عما أريد أن أقوم به --كإجازة صيفية من نوع خاص-- فكرت بالسفر، ولكنني أرى أن الظروف غير مناسبة الآن، فأبعدت الفكرة عن ذهني وبدأت أبحث عما كنت سأفعله لو كانت لدي إجازة صيفية، فتذكرت أن أهم شيء هو: جرد مكتبتي!! وبالفعل بدأت في ذلك -على الأقل اشتريت المكتبة المطلوبة، إلا أن هذا لم يكن كافيا، بدأت في البحث عن دورات خفيفة وممتعة، وقدرا وصلتني تغريدة عن ورشة عمل لكتاب روايات اليافعين، ينظمها معهد جوته! سررت  بهذه الفرصة وقلت في نفسي -عصفورين بحجر!- فمن جهة سيكون ذلك دافعا لمراجعة الألمانية، ومن جهة سأتعلم شيئا جديدا.

الطامة حدثت عندما راسلتهم للاستفسار عن إذا كانت هناك شاغر ويمكنني التسجيل، ففجعت عندما وصلني الرد بوجود شواغر وهم في انتظار مختصر عن روايتي! لم أكن أتخيل ذلك، لأنني ببساطة كنت أنوي أن أحضر وأتعلم، ولم أتخيل أن علي أن "أكتب" شيئا، فأجبرني ذلك على عصف كل الأفكار من ذهني، إلى أن بعثت بالفكرة في آخر يوم لاستقبال الطلبات ٣١ مارس ٢٠١٣.

وجدت نفسي بعدها ملزمة بالكتابة، وبعد مرور أسبوع تقريبا شعرت أن وقتي يتفلت من يدي، وأحد تلك الأسباب كان تويتر وإنستقرام، ففكرت مليا بالانتحار رقميا - أي حذف كل حساباتي من الإعلام الاجتماعي، ثم عدلت عن الفكرة، وقررت أن آخذ إجازة رقمية ^.^

بدأتها من ٦ إبريل ٢٠١٣ وختمتها يوم ٢٠ إبريل ٢٠١٣، والحقيقة، أنني إلى الآن لم أتفاعل في تويتر على الإطلاق، وفي صباح اليوم فقط نشرت صورة جديدة على حسابي في إنستقرام، لماذا؟ لأنني استمتعت أكثر في إجازتي الرقمية، باختصار، حققت إنجازات جيدة

١- جردت كل كتبي، والآن غرفتي أكثر اتساعا وترتيبا
٢- تجاوزت ال١٧٠٠٠ كلمة لروايتي، والحقيقة أنني لا أزال أكتب ببطء -.-
٣- أستمتع بقراءة رواية يدعي الناشر أنها رواية الخيال العلمي الأولى على المستوى العربي 
٤- أراجع كتابا عن فن كتابة الرواية
٥- كنت أكثر تفاعلا وفاعلية في جودريدز

تفاجأت ليلة أمس عندما اكتشفت أنني لم أنهي كتابا واحدا في هذين الأسبوعين، بينما الأسبوعين الذين سبقا إجازتي الرقمية هذه فرغت من أربعة كتب! يبدو أن الكتابة قد أخذت جل وقتي، ولكنني لا أرغب في الاستعجال أود أن أعطي الرواية وقتها بعض الشيء، والحقيقة أنني أشعر أنها المرة الأولى التي أكتب دون توتر وقت التسليم!

السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو كيف سأتعامل مع تويتر وإنستقرام؟ لقد قضيت إجازة رقمية مريحة، ولكنني لا أريد أن أغلق حساباتي، بل... أريد تفعيلها أكثر مع المحافظة على وقتي، وبالتالي، سأحرص على متابعتهما على الكمبيوتر، لأن المصيبة تحدث عندما تكون هذه التطبيقات الاجتماعية معي في الهاتف طوال الوقت. 

وليبارك الله في أوقاتنا وأعمارنا، موفقين!

أول شيء كتبته بعد عودتي من لندن - غرفتي

**هذه التدوينة كتبتها ليلة ٥ -مارس-٢٠١٣**


كنت أعتقد أن غرفتي عبارة عن أربعة جدران مملوءة بالذكريات.. فتحت بابها للتو واكتشفت أنها غرفة بلا سقف!!

أجل، هي غرفتي.. ما إن خطوت خطوة فيها إلا وأدركت.. أنها كوكبي ومصدر إلهامي.. لقد أخطأت عندما ظننت أنها صندوق ذكريات.. علي أن أعترف.. غرفتي لاتنضح بالإنجازات وتحدثني على إنجاز المزيد!!

أحبها كما هي، بلا سرير ولا ستائر.. مكتبة، مكتب، كرسي صغير، لوحة كتابة، ثلاثة أدراج.. وسجادة متوسطة الحجم..

هنا في هذا المكان حققت كل إنجازاتي.. وإبداعاتي.. ومن قبلي سكنتها أختي .. وأنا أجزم أنها صاحبة الفضل في خلق جو إبداعي مريح.. ففيها.. كنت أقضي وقتي في تركيب مركبات الليجو.. ومن ثم أهدمها وأبني شيئا لا علاقة له بالتعليمات المرفقة.. ببساطة يبدع عقلي في هذا المكان..

غرفتي.. بلا سقف.. فلا حدود لإنجازاتي.. وأرغب في الاستمرار في إنجاز المزيد!!

اللهم إني أعوذ بك من أن أشرك بك شيئا أعلمه وأستغفرك لما لا أعلمه..

عدنا والعود أحمد

منذ حوالي أربعة أشهر لم أنشر أي تدوينة، أعتقد أن الوقت قد حان للعودة إلى التدوين ^.^