قبل البدء في كتابة التدوينة الثالثة والأخيرة عن طائر الوقواق، قررت أن أقرأ تدوينتي "عندما يعلمك طائر صغير دروسا في الحياة" الأولى و الثانية ، فرغت من مراجعتهما والابتسامة تعلو محياي، فلقد استرجعت لحظاتٍ كانت من أجمل ما مر علي في حياتي، وأحمد الله أنني عاودت قراءتها الآن لأنني زدت يقيناً بأن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا أبداً، فالأقدار مكتوبة وما علينا إلا السعي والصبر والاحتساب.
والآن عودة إلى قصة الوقواق!
عندما عثرنا على طائر الوقواق، كانت معلوماتي حوله صفر، والحق أنني لم أنتبه لوجوده في هذه الحياة إلا بعد وصوله إلى مجلسنا! ولقد تزامن وجوده في منزلنا مع فترة معرض أبوظبي الدولي للكتاب لعام ٢٠١٣ -- والآن أستكمل كتابة القصة لأن هذا الطائر ارتبط في ذهني بالمعرض ، بمعنى أنني لن أنساه أبدا!
طائر الوقواق حلق فوق رأسي ثم حل على عربة المعرض بينما أنا مشغولة مع الكتب |
تستطيع القول أن هذا الطائر قد استحوذ على عقلي، الطريف أنني كعادتي في أول زيارة للمعرض، لا أشتري أي كتاب وإنما أمر بدور النشر لأعرف ماذا يعرضون فأبدأ في مقارنة هذه الكتب. كنت قد قضيت أكثر من ساعتين في المعرض، وحدث أنني مررت أمام دار نشر لكتب الأطفال، فسقطت عيني على هذا:
لاحظني البائع عندما أعدت النظر في رسمة الغلاف، ثم قال "هذا طائر الوقواق، له سلوك عجيب" ابتسمت له مؤكدةً على صحة هذه المعلومة، ثم أجبت: "لدي صغير وقواق في المنزل" سألني مستنكرا "كيف؟!" لم أجب، بل صمت لهنيهة ثم نظرت إلى البائع وقلت بعد أن خرج تفكيري خارج قاعات أرض المعارض:"لماذا لاحظت هذا الكتاب الآن؟! ربما صغير الوقواق جائع جدا! لابد أنه كذلك! علي الذهاب !" التفت عن البائع لأنني لم أتخيل ما حدث، فالكتب تقول لي إذهبي إليه في الحال!!! بل المعرض كله!!! انتبهت إلى أنني تركت البائع هكذا فجأة، فلوحت له من بعيد ووعدته بالعودة في اليوم التالي. الرجل رأيته بالأمس، تذكرني قائلا " أتذكرك، صاحبة الوقواق!"
عدت لأجد أن الخادمة وابن أختي قد جمعوا كما من الحشرات ولكنهم لم يتجرؤوا على إطعامه، ففعلت متوقعة أن يلتهمها إلتهام المفجوع إلا أنه لم يفعل، أكل اثنتين ثم وقف على إصبعي وغفا، قلقت بعض الشيء فجائني ابن أختي بدودة ذات ألوان زاااااهية، كان قد أمسكها بنفسه واحتفظ بها في صندوق، عندما رأيتها شعرت أنها لذيييييذة فألوانها جذابة، ومائن قربت يدي منها حتى نفثت علينا برائحة حمضية كريهة!!! حمدت الله على أنني لم أقدمها مباشرة للطائر الصغير، لم أعرف ماذا أفعل، كنت عندما أتحرك قليلا أسمه يحن فأفتح الصندوق وأضعه على إصبعي ليغفو، استنكرت هذا ولم أفهم ماذا يحدث حقيقة، فبت الليل أفكر هل يجب علي إطلاقه أو الاعتناء به، لأنني كنت أشعر أنه لم يعد يبحث عن طعام، ربما يبحث عن رعاية، وأنا قصرت في حقه عندما قضيت فترة طويلة في المعرض بعيدا عنه، كما كنت أدرك أنني لا أفهمه فهو ليس ببغاء أو كناري، إنه طائر وقواق، مهاجر وبري!
فتذكرت أهم مكان في الإمارات للطيور !! وهو مستشفى أبوظبي للصقور، كنت أعرف يقينا أنهم يستطيعون معالجته، ولكنني لم أتجرأ على أخذ الطائر إليهم بنفسي، لأن شيئا من الحزن أصابني، أصبحت اليوم التالي أسمع صوته ، فكلما مررت أمام القفص صاح علي، ارتديت عبائتي حوالي الساعة الثامنة وحملت الطائر إلى السيارة، ثم غيرت رأيي.
تركت القفص في السيارة وطلبت من السائق أخذه إلى هناك دون أن أذهب، لأنني ببساطة لم أتحمل فكرة الذهاب به إلى هناك، عدت لغرفتي، وبدأت أكتب وأخربش في دفتري ، إلى أن اتصل السائق، وكلمت المسؤول هناك، أخبرته كيف وصل إلى بيتنا وماذا أطعمناه، فقال "لا بأس يمكننا الاعتناء به، ولكن بعد أن يتعافى علينا إطلاقه في البر فهو طائر بري وليس من طيور الزينة" فقلت "أفهم ذلك، أرجو أن تعتنوا به." شكرته وأغلقت الهاتف.
قلبت صفحات هذه الموسوعة بحثا عن أي معلومة عن الطائر |
عدت لأجد أن الخادمة وابن أختي قد جمعوا كما من الحشرات ولكنهم لم يتجرؤوا على إطعامه، ففعلت متوقعة أن يلتهمها إلتهام المفجوع إلا أنه لم يفعل، أكل اثنتين ثم وقف على إصبعي وغفا، قلقت بعض الشيء فجائني ابن أختي بدودة ذات ألوان زاااااهية، كان قد أمسكها بنفسه واحتفظ بها في صندوق، عندما رأيتها شعرت أنها لذيييييذة فألوانها جذابة، ومائن قربت يدي منها حتى نفثت علينا برائحة حمضية كريهة!!! حمدت الله على أنني لم أقدمها مباشرة للطائر الصغير، لم أعرف ماذا أفعل، كنت عندما أتحرك قليلا أسمه يحن فأفتح الصندوق وأضعه على إصبعي ليغفو، استنكرت هذا ولم أفهم ماذا يحدث حقيقة، فبت الليل أفكر هل يجب علي إطلاقه أو الاعتناء به، لأنني كنت أشعر أنه لم يعد يبحث عن طعام، ربما يبحث عن رعاية، وأنا قصرت في حقه عندما قضيت فترة طويلة في المعرض بعيدا عنه، كما كنت أدرك أنني لا أفهمه فهو ليس ببغاء أو كناري، إنه طائر وقواق، مهاجر وبري!
فتذكرت أهم مكان في الإمارات للطيور !! وهو مستشفى أبوظبي للصقور، كنت أعرف يقينا أنهم يستطيعون معالجته، ولكنني لم أتجرأ على أخذ الطائر إليهم بنفسي، لأن شيئا من الحزن أصابني، أصبحت اليوم التالي أسمع صوته ، فكلما مررت أمام القفص صاح علي، ارتديت عبائتي حوالي الساعة الثامنة وحملت الطائر إلى السيارة، ثم غيرت رأيي.
تركت القفص في السيارة وطلبت من السائق أخذه إلى هناك دون أن أذهب، لأنني ببساطة لم أتحمل فكرة الذهاب به إلى هناك، عدت لغرفتي، وبدأت أكتب وأخربش في دفتري ، إلى أن اتصل السائق، وكلمت المسؤول هناك، أخبرته كيف وصل إلى بيتنا وماذا أطعمناه، فقال "لا بأس يمكننا الاعتناء به، ولكن بعد أن يتعافى علينا إطلاقه في البر فهو طائر بري وليس من طيور الزينة" فقلت "أفهم ذلك، أرجو أن تعتنوا به." شكرته وأغلقت الهاتف.
صغير الوقواق الذي زارنا مرة وعلمنا دروسا في الحياة لا تنسى |
ثلاثة ملاحظات:
١. افتقدت طيراً لم أعرفه إلا لعدة أيام، فما بالكم عندما أفتقد من أحب؟
٢. هل تعرف أن الوصول إلى المعلومة الصحيحة هو رزق؟ فاسأل الله أن يوسع لك في علمك وينفعك به.
٣. رابط موقع معرض أبوظبي الدولي للكتاب.
٣. رابط موقع معرض أبوظبي الدولي للكتاب.