عندما كنت في المدرسة كنت أبدأ عدا تنازليا للإجازة الصيفية مع بداية الفصل الثاني للعام الدراسي -أجزم أن الكثيرين كانوا يقومون بطقوس مماثلة- المهم أننا نريد أن ننهي هذه السنة على خير ونستمتع بالإجازة الصيفية!!
ولكن السؤال الأهم لماذا كنت أنتظر الإجازة؟! ببساطة لأستمتع بالإنجاز! بالتأكيد السفر يلتقم الإجازة ولكن في الأسبوعين أو الثلاثة أسابيع التي كنت "أمتلكها" لوحدي كنت عادة ما أقضيها في المرسم الحر التابع المجمع الثقافي، أو في قراءة شيء جديد والاستمتاع بالألعاب الإلكترونية -إلى حد الإدمان! ونسيت المشروع الصيفي الأهم، كنت أستمتع بتنظيف المكيفات ^.^
والآن، لماذا هذه الحديث كله عن الإجازة، لأنني ببساطة أنجزت وأستحق التجديد، وكما يقول ابن أختي ((حلِّيتي أطول واجب في العالم؟!) أجل، تم بحمد الله وعونه منحي درجة الدكتوراه في التواصل الثقافي عبر القنوات الفضائية من جامعة كينجستون يوم ١٨ مارس ٢٠١٣، بدأت بعدها بالبحث عما أريد أن أقوم به --كإجازة صيفية من نوع خاص-- فكرت بالسفر، ولكنني أرى أن الظروف غير مناسبة الآن، فأبعدت الفكرة عن ذهني وبدأت أبحث عما كنت سأفعله لو كانت لدي إجازة صيفية، فتذكرت أن أهم شيء هو: جرد مكتبتي!! وبالفعل بدأت في ذلك -على الأقل اشتريت المكتبة المطلوبة، إلا أن هذا لم يكن كافيا، بدأت في البحث عن دورات خفيفة وممتعة، وقدرا وصلتني تغريدة عن ورشة عمل لكتاب روايات اليافعين، ينظمها معهد جوته! سررت بهذه الفرصة وقلت في نفسي -عصفورين بحجر!- فمن جهة سيكون ذلك دافعا لمراجعة الألمانية، ومن جهة سأتعلم شيئا جديدا.
الطامة حدثت عندما راسلتهم للاستفسار عن إذا كانت هناك شاغر ويمكنني التسجيل، ففجعت عندما وصلني الرد بوجود شواغر وهم في انتظار مختصر عن روايتي! لم أكن أتخيل ذلك، لأنني ببساطة كنت أنوي أن أحضر وأتعلم، ولم أتخيل أن علي أن "أكتب" شيئا، فأجبرني ذلك على عصف كل الأفكار من ذهني، إلى أن بعثت بالفكرة في آخر يوم لاستقبال الطلبات ٣١ مارس ٢٠١٣.
وجدت نفسي بعدها ملزمة بالكتابة، وبعد مرور أسبوع تقريبا شعرت أن وقتي يتفلت من يدي، وأحد تلك الأسباب كان تويتر وإنستقرام، ففكرت مليا بالانتحار رقميا - أي حذف كل حساباتي من الإعلام الاجتماعي، ثم عدلت عن الفكرة، وقررت أن آخذ إجازة رقمية ^.^
بدأتها من ٦ إبريل ٢٠١٣ وختمتها يوم ٢٠ إبريل ٢٠١٣، والحقيقة، أنني إلى الآن لم أتفاعل في تويتر على الإطلاق، وفي صباح اليوم فقط نشرت صورة جديدة على حسابي في إنستقرام، لماذا؟ لأنني استمتعت أكثر في إجازتي الرقمية، باختصار، حققت إنجازات جيدة
١- جردت كل كتبي، والآن غرفتي أكثر اتساعا وترتيبا
٢- تجاوزت ال١٧٠٠٠ كلمة لروايتي، والحقيقة أنني لا أزال أكتب ببطء -.-
٣- أستمتع بقراءة رواية يدعي الناشر أنها رواية الخيال العلمي الأولى على المستوى العربي
٤- أراجع كتابا عن فن كتابة الرواية
٥- كنت أكثر تفاعلا وفاعلية في جودريدز
تفاجأت ليلة أمس عندما اكتشفت أنني لم أنهي كتابا واحدا في هذين الأسبوعين، بينما الأسبوعين الذين سبقا إجازتي الرقمية هذه فرغت من أربعة كتب! يبدو أن الكتابة قد أخذت جل وقتي، ولكنني لا أرغب في الاستعجال أود أن أعطي الرواية وقتها بعض الشيء، والحقيقة أنني أشعر أنها المرة الأولى التي أكتب دون توتر وقت التسليم!
السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو كيف سأتعامل مع تويتر وإنستقرام؟ لقد قضيت إجازة رقمية مريحة، ولكنني لا أريد أن أغلق حساباتي، بل... أريد تفعيلها أكثر مع المحافظة على وقتي، وبالتالي، سأحرص على متابعتهما على الكمبيوتر، لأن المصيبة تحدث عندما تكون هذه التطبيقات الاجتماعية معي في الهاتف طوال الوقت.
وليبارك الله في أوقاتنا وأعمارنا، موفقين!
No comments:
Post a Comment