مشهد استراق النظر إلى السماء |
ولكنني لم أستطع أن أنظر إلى اليمين مطلقا.. أنزعج عندما أرى الجميع ينظر في ذات الاتجاه.. فتركت النظر إلى اليمين والشمال.. ثم رفعت رأسي لأسرق نظرة نحو السماء.. ففي وسط لندن.. أنت لا ترى غير الجدران.. وعليك أن تذهب إلى حديقة ما لتوسع نظر بؤبؤ عينيك.. أجد في النظر إلى الأعلى متعة غير طبيعية.. ربما لأنني أقضي جل وقتي ووجهي أمام شاشة الكمبيوتر أو بين دفتي كتاب!! صحيح.. من الجيد والممتع أن أرفع رأسي.. لا أسمع إلى ضجيج الموسيقى.. يبدو أن الأنغام ترفع بصري أيضا!! بلأنظر إلى السماء شاردة الذهن.. وعقلي اللاواعي يرقب وصول الباص..
في لحظة صمت.. لم تزد عن الثلاثة ثوان.. هي ثواني انتهاء أغنية وبداية أخرى.. سمعت قرع عصا على الطريق.. في الحقيقة.. أنا لا أدرك إن كانت أذني من سمعت الصوت أو أن عيني عقلي اللاواعي التي كانت تنظر جهة اليمين في انتظار الباص هي من رأت المشهد أولا! اعتدلت في وقفتي واستقام وجهي يمينا وتركزت حواسي كلها نحو القادم من اليمين.. لقد تضاعف عدد الواقفين عندما كنت شاردة الذهن.. ولكن بالرغم من ضوضاء الشارع لاتزال طرقات العصا على الطريق مسموعة.. لاحظت أن عيون الوجوه الملتفتة يمينا في ترقب الباص قد إلتصقت بالعصا.. كنت قد كتمت الهاتف -الذكي- مع بداية مشهد العصا.. في لمحة سريعة إلى شاشته انتبهت أنه قد مر من الوقت حوالي أربع دقائق.. ارتطمت العصا بعمود معلومات خطوط الباصات تفاوتت ردود فعل المتجمدين من تلويحة يد سريعة تراجع قدم والتفاتة رأس.. تغير سير العصا قليلا.. ولا تزال أعين الرؤوس ملتصقة بها متناسية اليمين!! عندما وصلت العصا أمامي.. إذا بإمرأة شمطاء في الخمسينات من عمرها تخترق المنتظريين لتلحق بالعصا فتمسك بذراع الضرير.. متسائلة إن كان يمانع في أن تسير معه.. وفي حركة لا إرادية.. ظلال الثلاثة أشخاص وأنا معهم.. تحركت نحو العصا.. سرنا خلفهما -السيدة والضرير- ثم توقفت.. وأعدت النظر.. لأسمع أحد الرجال يهرول إليهما ويقول "إلى أين تتجهان؟؟ أنا ذاهب من الطريق نفسه.. سأرافقكما" نظرت نحو الجهة الأخرى وسمعت كل صوت همس وذبذبة في الطريق.. فقلت.. "١٠ دقائق تفصلني عن المكان سيرا على الأقدام وأنا مبصرة!" ثم اتجهت يسارا
No comments:
Post a Comment