@iGeneration2012

حضرت منذ يومين مؤتمر "آي جنيريشن" في جامعة لندن للفنون، كلية لندن للاتصال.. ناقش المؤتمر قضايا تهم الكتاب الذين ينشرون أعمالهم بأنفسهم على الإنترنت دون العودة إلى دور النشر العالمية.. مستوى النقاش كان ماديا أكثر عن كونه تشجيعيا للكتاب "الأحرار!" فالداعم الرئيسي للمؤتمر هي دار نشر ماكميلان -شخصيا أعتبرها من أفضل دور النشر الأكاديمية-

لماذا قلت أن النقاش كان ماديا بحتا.. لسبب.. طريقة تقسيم ورش النقاش.. فالجلسة الأولى بدت بكلمة من جوان بن، كاتبة روايات رعب وصاحبة موقع ذاكريتف بن من أفضل ١٠ مدونين في لندن وتنشر كتبها بنفسها وتبيعها عبر الإنترنت.. كان نقاش يدور حول كيف يمكن أن ننشر نحن الشباب أو الكتاب من من "طردتهم" أو "رفضتهم" دور النشر.. وكيف نفعل خدمات الإنترنت لذلك.. شخصيا.. كانت هذه الجلسة مشجعة جدا.. وأذكر أن أول انطباع كنت قد نشرته في عالم التغريد:
لاحظوا معي الآن.. كيف أنهم بعد تشجيعنا على النشر الحر.. انتقل المؤتمر نقلة راديكالية لإقناع العقل اللاواعي عندنا بالنشر عن طريق دور النشر..
بدأت الجلسة الثانية.. بحديث للكاتب إيوان موريسون صاحب أربع روايات.. وصحفي سابق في الإعلام البريطاني.. بدأ جلسته.. بأنه يعتقد أن الجلسة السابقة كانت مجرد دعاية لأمازون دوتكوم الموقع المحتكر لسوق النشر وبيع الكتب الرخيصة والذي تسبب في إغلاق الكثير من المكتبات المحلية في مدينته في سكوتلاند.. وهو الآن يطالب بتحديد تجارة أمزون.. ثم انتقل إلى مشاكل حقوق النشر وأن الكتب يجب أن تباع وإلا فإنها ستواجه مشكلة سوق الموسيقى.. وبدأ بإظهار مجموعة من الإحصائيات الدالة على تأثير سوق الإنترنت على سوق الصحف، الموسيقى، الأفلام، الكتب.. فقلت في نفسي.. لحظة.. تتحدث أن سوق الصحف يتهاوى بسبب الإنترنت.. الحقيقة.. أن سوق الصحف يتهاوى بسبب عدم ثقتنا به.. وأننا عقلاء ندرك أن أغلب الصحف -إذا لم تكن كلها- يخدم مصلحة ما.. فأفضل أن أبحث عن المعلومات بنفسي!!
ثم بدأت جلسة النقاش.. التي تطرقت إلى أهمية دور النشر.. وكيف أنها الأسلم والأفضل على الإطلاق لنشر كتبك ورواياتك.. وأنك -يا مؤلف- سترتاح من تبعات التفكير للترويج لكتابك.. وأن دور النشر هي التي توصلك للعالمية.. سؤال.. ألا تحتكر دور النشر "العالمية" سوق الكتاب؟؟؟ ألا يعتبر هذا جزءا من الترويج لنوعية ما من الكتب.. لماذا التقليل من شأن الفرد الواعي..

باختصار الجلسة الثانية عكست لي كيف أن الفكر الرأسمالي مسيطر سيطرة غير طبيعية على كل شيء في الغرب.. لحظة.. من الذي حدد معنى النشر التقليدي أو النشر الإلكتروني؟؟؟ ماذا لو أن فردا يمكنه إدارة نشر وتسويق كتابه أو كتاب صديقه.. وترجمته وإيصاله إلى العالمية دون العودة إلى دور النشر هذه؟؟
أمر آخر.. كانوا منهمكين في مناقشة أن على الكاتب نشر كتابه عن طريق دار نشر لرفع معدل المبيعات ---كلمة حق: أننا لويس قالت دور النشر لا تهتم بالمحتوى بقدر اهتمامها بالذي سيدر عليها المال--- المهم أنهم تناسوا أمرين.. الأول أن هناك تجارب لمكتبات استفادت بطريقة غير طبيعية من أمزاون لبيع كتبها وفتحت الآن مواقعها الخاصة بعد اكتساب السمعة.. وأكبر مثال على ذلك بوكديبوستري.. والأمر الثاني.. هو أنني عندما أشتري كتابا.. فأنا لا أكتنزه بل أعيره لأصدقائي.. كما أن فكرة الصالونات الثقافية وأندية الكتب منتشرة والنسخة الواحدة من الكتاب تمر على عدد من الأشخاص.. هم لم يذكروا هذه الناحية.. ولم يذكروا دور المكتبات العامة والجامعية من التقليل من نسبة بيع الكتب.. كأن الوحش الوحيد الذي يهدد العالم هو الإنسان الذي يتخذ القرار بنشر كتابه بنفسه عن طريق الإنترنت.. هو في الحقيقة يهدد دور النشر العالمية المهيمنة على السوق فقط.. اجعلوا الناس تنشر ماتنشره.. واتركوهم يطلقون العنان لإبداعاتهم!!
خرجت من تلك الجلسة بهذا الانطباع:

بمناسبة ذكر النشر الذاتي.. أول كتابين ذكرتهما وأنا منصتة للجلسة الثانية كانا كتاب "عايزة أتجوز" للمدونة المصرية غادة عبدالعال.. نشرت محتويات تدويناتها في هذا الكتاب.. ومن ثم تحول إلى مسلسل.. والكتاب الثاني "المبتعث السعودي والذكاء العاطفي" للأستاذ يوسف النملة.. والذي نشره كتطبيق للآي فون.. كنت قد كتبت عنه سابقا.. إذا كنتم تعرفون مدونين نشروا كتبهم بأنفسهم على أمزون أو نيل وفرات.. اتركوا سماءهم في خانة التعليقات..

ظهرت من هذا المؤتمر بنتيجتين.. الأولى أن علي تشجيع كل من يمتلك قلما أن يخوض تجربة الكتابة ولو في المدونات.. والثانية.. أن أعجل في نشر كتبي استعجالي في الانتهاء من رسالة الدكتوراه.. فلم أعد أجده عذرا منطقيا أن أقول "علي التركيز والانتهاء من رسالة الدكتوراه أولا" فالعمر يمضي ولا أحد يعرف يوم أجله!!