مر أكثر من أسبوع وأنا كلما دخلت المصعد في المبنى أرى إعلانا عن ساعات العمل وفعاليات الاحتفالات الماسية على جلوس الملكة على العرش البريطاني.. عقلي لم يسعه التفكير في أي شيء ماعدا الغبار الموجود على زجاجة الإعلان.. كلما دخلت المصعد قلت.. "لين اليوم محد نظفاه؟ مغبر!!" وفجأة.. قررت.. سأحضر الاحتفالات.. طبعا.. قرار ارتجالي كهذا دون سابق تخطيط له تداعيات.. من أهمها.. أنني لم أجد أي مكان مطل على النهر للمشاهدة والتصوير.. فكل الشرفات والمطاعم والفنادق محجوزة منذ سنة!!
ولكنني قلت.. "اليازية .. أنت بحاجة إلى تجديد.." فاتصلت بإحدى صديقاتي وسألتها إن كانت قد خططت لشيء ما ليوم الأحد ٣-يونيو.. والفرحة غمرتني لأنها لم تكن قد خططت لأي شيء ولم تكن تعرف أن هناك احتفالات أو بالأحرى حدث مهم لتشهده.. فمعرفتها محصورة أنها -إجازة طويلة!-
صورة عين لندن المطلة على بيج بين |
كالعادة.. صديقتي لا تعرف طرقات لندن على الرغم من أنها تسكنها منذ خمسة سنوات تقريبا مما اضطرني للتخلي عن مخطط السير الذي كنت أنوي السير عليه -لأنني كنت أدرك تماما أنني لن أجد مكانا مناسبا لي.. كما أنني لم أفكر في صعود "عين لندن" على الإطلاق إلا عندما رأيتها.. وكان الطابور طويلا جدا فتخليت عن الفكرة
الوقوف بين الأطفال كان الحل الأمثل لأتمكن من -استراق النظر |
على الرغم من أنني أكره الأماكن المزدحمة إلا أن روح الاحتفال تنسي الأمر مخاوفه.. وبالطبع لم تكن هناك فائدة من كاميرا ٥دي لأنني اخترت العدسة الخطأ.. وبسبب أطوال البشر حولي.. فالرجل الإنجليزي مترين ويحمل فوقه أطفاله.. لا مجال لي على الإطلاق أن أنظر.. فكانت النجاة في كاميرا الآي فون --شكرا ستيف جوبز
لم أكن أستطيف النظر في شاشة الآي فون على الإطلاق.. ولكنني لمحت الملكة في كاميرا الرجل الذي يرفع يده في الصورة هذه:
الملكة في يد الرجل |
التفت لصديقتي لأخبرها.. فقلت لها لنخرج الآن.. على الأقل شيء خير من لا شيء.. بعد أن خرجنا من الإزدحام.. نظرنا في الصور وإذ بالسفينة والملكة بردائها الأبيض في الصورة التي سبقت صورة يد الرجل!! انظر جيدا السفينة جاءت بين العمود والعلم.. والملكة هي النقطة البيضاء في وسطها ^.^ ء
بعد أن انتهينا.. وأكلنا طعاما تركينا ساخنا -في هذا اليوم الممطر- أوصلت صديقتي لمحطة القيطار.. لأنني أعرف لو لم أفعل فإن طريق العودة سيأخذ منها أكثر من ساعتين!! فعلت.. وكعادتي قررت تغيير الطريق الذي أسلكه للعودة.. كنت خارجة من المحطة.. وأنا على الدرج صعقت من نهر الناس تحت!! فوقفت لأنظر.. وإذا بالعالم يلوحون بأيديهم.. لم أعرف.. وبالطبع كل علامات الاستفهام والتعجب ظهرت في وجهي.. فوقت أنظر إليهم.. وقلت لا.. إنهم هم من ينظر إلي.. بمجرد أنني ابتسمت ورفعت يمياي لأحييهم.. إذا بالجميع يصرخ ويلوح ويرفع الأعلام البريطانية!! ضحكت وقلت "صدق إنجليز!" لأن الاحتفال لا حدود له عندهم... كانت طاقة بهجة وسرور.. سألت نفسي.. بماذا شعرت الملكة عندما رأت الجماهير على طرفي النهر يقفون لأجلها
النهر البشري تحت درجات مخرج محطة القيطار |
المدخل ذاته من الجهة الأخرى |
خرجت للسير.. على النهر.. وتأملته بعد أن غادرته الجماهير.. كان ساكنا برغم الرياح القوية.. ربما حافتي النهر هي من شهد الاحتفالات.. لأن النهر في حركة مستمرة.. وكما يقولون.. لا توجد قطرة ماء في النهر تمر المكان نفسه مرتين!! وهكذا هي حياة الإنسان
تلاشي الجماهير من حافتي النهر |
والأهم... أنظروا.. بدء عمليات التنظيف مباشرة.. فالأمطار والجو البارد لم يؤخرهم
كتب على عربة التنظيف Taking Pride in Lambeth |
والحدث الأخير لهذا اليوم هو هذا الشخص الذي لفت نظري.. فأخرجت الآي فون وبدأت ألتقط الصور بسرعة وفي المشهد الأخير.. لم أنتبه إلى بمنبهات سيارة التاكسي المسرع لأنني كنت قد وقفت في منتصف الطريق -والحقيقة أنني كنت أنظر في الجهة المعاكسة اعتقادا مني أن الطريق سالك!
والحمدلله.. عدت على خير
قد أكتب تدوينة أخرى عن استخدامات التكنولوجيا في هذا اليوم
No comments:
Post a Comment