Friday, 24 February 2012

علم الاجتماع

*قبل أن أبدأ.. علي القول أن معلمة الاجتماع التي درستني في الثانوية.. لم تحبب المادة إلينا*

بالأمس دار حوار بيني وبين ابن أخي.. حول الشباب واختيار التخصصات وعودتهم بالفائدة لمجتمعنا..

الكثير من الشباب يسافر للدراسة.. ولكن القليل منهم يعود متميزا في تخصصه بالرغم من التكلفة العالية لكل مبتعث.. والأَمَرُّ من ذلك أن مجتمعنا يعاني نقصاً حاداً في التخصصات المجتعية الفكرية الإنسانية..

فنحن بالتالي نعاني من إشكاليتين.. اختيار التخصص، وتشخيص أوضاع مجتمعنا بأنفسنا..

معيار أغلبية الشباب في اختيار التخصص هو: هل سيفيدك في عملك؟ وكم ستجني من الأموال؟
ولا شك أن هذا أمر يجب أن يوضع في الحسبان.. ولكن المشكلة تكمن في أن الأغلبية الساحقة يتوجهون نحو إدارة الموارد البشرية و المحاسبة والآي تي..
وإذا سألنا لماذا.. ستكون الإجابة: كل المؤسسات والشركات سواءاً الحكومية أو الخاصة يحتاجون إلينا..
إجابة منطقية.. وانطباعي الشخصي تجاهها:
صفر طموح + صفر أهداف + ١٠٠٪ روتين = قبولك لأن تأخذ هذه الشركة من أهم فترة إنتاجية لعقلك وجسدك مقابل مبلغ من المال

بصياغة أخرى.. إجابات اختيار التخصص الأزلية تعني السير مع الموجة.. الجميع يفعل ذلك لذلك تفعله؟!

هذه مشكلة منتشرة بشكل غير طبيعي.. غالبا ما أسأل: لماذا دخلتم الجامعة.. الإجابة: شو نسوي في البيت؟! هذه طاااامة بالنسبة لي!! قضاء ٤/٥ سنوات و أنت لا تعرف لماذا تفعل ذلك؟!؟! مصيبة!! لأنك بعد هذه السنين لن تكون قادرا على استغلال وقتك!! ولن أعود لألقي باللوم على التربية -سقط الفأس على الرأس!- تصرَّف أنت بنفسك!!

الإشكالية الثانية... عدم وجود علماء فكر ومجتمع لتشخيص علل مجتمعنا.. لا تقولوا نحن لسنا بحاجة.. لأن الحقيقة أن لا وجود لمجتمع ملائكي على سطح الكرة الأرضية!! وما أقوله ليس بالكلام الفارغ.. في الحقيقة.. لو ننظر في مجتمعنا.. لماذا هذا التخبط الهستيري في جلب مستشارين من كل أقطاب العالم ليقدموا النصح حول مجتمعنا؟! ألم يكن من الأجدر تسخير عقول الشباب لذلك؟!

لماذا أطلب من أحدكم التخصص في علم الاجتماع.. لأننا حقيقة نحتاج إلى من يضع توصيفاً واضحاً لإيجابيات وسلبيات المجتمع.. لا نحتاج إلى الجدال.. بل إلى من يثق به المجتمع.. كي يضع يده على المسائل.. ويقدم حلولا منطقية تناسبنا نحن..

من أبسط المعادلات الاجتماعية التي يتخبط فيها مجتمعنا.. هو توازن دور الفرد فيه.. الحقيقة أنني أرى أن المرأة في مجتمعنا.. لم تُمَكَّن فحسب بل تمت عملية اكتساح للمرأة في كل شيء!
أنا امرأة.. ولكنني أتعجَّب.. لأن الرجل يهمَّش!! بمعنى لا يوجد توازن منطقي في هذه المعادلة.. ودائماً ما أتساءل.. مالذي سيرسخ في أذهان الأبناء؟؟ المرأة تعمل.. الرجل لم يجد الوظيفة.. وماذا لو قررت المرأة ألا تصرف درهما على البيت -الشرع يكفل لها هذا الحق- ولكن ماذا سيحدث للبيت مع وجود رجل بلا وظيفة؟! توطين؟ ربما هو غير كفء؟ وإذا قبل في أي وظيفة تجد أن ديونه تحاصره قبل أن يجد هذه الوظيفة!! وبعدين؟!؟!؟!

أنا لا أستطيع إيجاد حل وماسبق مجرد مثال واحد.. واحتمالات اختلاف أوضاع هذا المثال من قضية لأخرى كبير جداً.. لذا أعود لأساس هذه التدوينة:

نحتاج إلى شباب متخصص في الاجتماع وتوصيف وتحليل القضايا الخاصة بنا!! ولاأقولها لوزارة التعليم العالي أو أي جهة تبتعث الشباب.. بل أقولها لكل شاب يقرأ هذه الصفحة ويدرك واقعه وواقع مجتمعه.. وإذا لم تكن تريد الذهاب إلى أي جامعة.. فلا بأس.. ولكن لا تتوقف عن القراءة!

No comments:

Post a Comment