اعتدت شراء كتب للأطفال كلما أبصر النور طفل لإحدى صديقاتي.. ولكنني حزنت بالأمس.. عندما ذهبت إلى الخالدية مول للمرور على مكتبة "بوك وورم" لكتب الأطفال واليافعين .. فوجئت بأنه غير موجودة، في مكانتها، وقلت في نفسي، "اختفت المكتبة!!!" ولكنني لم أشأ تصديق ما رأيت وحاولت أن أقنع نفسي بأنني قد أخطأت في استرجاع مكانها.. فاتجهت إلى السلالم المتحركة وصعدت طابقا آخر لأجد نفسي أمام ردهة المطاعم حيث السينما!!! فعدت أدراجي وأخذت طريقا آخر لعلي أجدها في زاوية آخرى.. توقفت.. واسترجعت.. "من المفترض أن تكون أمامي مكتبة "بوك كورنر".. لم أشأ أن أصدق.. فوجدت عاملا يجلس داخل قطار صغير -لاأعرف من هو صاحب الفكرة ولكنني لو كنت طفلة لأحببت أن يجول بي في المركز!-
المهم، سألته إن كان يعرف أين "ذهبت" المكتبة، فقال "أوه أغلقوها!" ابتسمت وكلي إحباط قائلة، هل فتحوا أي مكتبة جديدة في المركز؟ فقال "لا ، جربي لولو هايبر ماركت" شكرته وعدت من حيث أتيت..
لم تنته قصتي مع المكتبات عند حدود الخالدية مول، بل تواصلت معي في نهار اليوم التالي -أي اليوم!- ذهبت إلى مكتبة، أبحث تحديدا عن إصدارات مركز دراسات الوحدة العربية، كالعادة، لم أجد ما أبحث عنه، ولكنني وجدت ثلاث كتب أخرى تستحق الاقتناء، تأملت الكتب، وتصفحت كلا منها، وقرأت شيئا منها، إلى أن ابتسمت للثلاثة كتب وقلت "سأقتل إن عدت إلى المنزل بصحبة ثلاثة كتب" اكتفيت بكتابة عناوين الكتب، وكعادة صاحب المكتبة، مر علي وحاول إقناعي بشراءها فقلت الكتب غالية الثمن، قال هذا سعرها يمكنني أن أخصم منها تسعة دراهم، نظرت إليه وقلت لا بأس لعلي أعود إليك لاحقا. ثم قلت له، أبحث عن ترجمة كتب شارب، فقال لي "ليس لدينا أي كتب أخرى من إصداراتهم، كان عندنا الكثير، وهذا ما تبقى" حاولت أن أقنع نفسي بأن تعليقه هذا ما هو إلا طريقة لتسويق الكتب الثلاثة عن طريق *تخويفي بأنني قد لا أجد أيا من كتبهم مرة أخرى* وليس شيئا آخر، والحق أنني لا أزال أفكر في هذه الكتب الثلاثة إلى هذه اللحظة!
ثم مررت على قسم الروايات، لم أستسغ أي عنوان، وكان البائع يسير عائدا إلى مكانه، فتذكرت مجموعة كتب أخرى، والحق أن عيني وقعت على اسم مالك بن نبي، فسألته بسرعة، هل تبيع كتب الأستاذ جودت سعيد، فقال من؟ قلت جودت سعيد، نظر إلي كأنني ذكرت له اسم شخص مريخي، فقلت أين كتب دار الفكر، فقال "آه، لا!" لم أفهمه، استنكرت حقيقة لأنني كنت أرى بأم عيني كتب دار الفكر في كل مكان، فهل ال"آه" أنه عرف المؤلف جودت سعيد (الذي يسمى ب غاندي العالم العربي) و ال"لا" لنفي وجود كتبه، أم كانت نفيا لوجود كتب دار الفكر ، ربما يكون فكره وصل إلى سوريا.. لم أفهمه واكتفيت بشكره.
كنت على وشك أن أعلق على ترتيب الكتب في المكان، ولكنني آثرت الخروج، وفكرت *** أن على كل مكتبة أن تعرض كتب الأطفال، فاليافعين، فالروايات، فالكتب التخصصية، فتكون كتب الأطفال في الواجهة، أما الكتب ،التخصصية فسيصل إليها القارئ كل على حسب تخصصه، ولكن أن نرى كتب فوزية الدريع في الواجهة مع كتب سياسية ، فالروايات، فكتب الأطفال فالتخصصية فهذا غير مناسب، كل كتب السياسية مكانها أرفف السياسة، لا أريد أن أسمع عن "تسويق" الكتب، يا ناس هذه -مكتبة- أي أنها مكان لإثراء الفكر والعقل..
------
*** كنت قد كتبت هنا "عائدة بخفي حنين"، ولكنني قررت أن أحذفها من النص ، لأنني أعتبر من عاد بملاحظات أو أفكار لايمكن أن يوصف بهذا الوصف، حتى ولو كان قد عاد فارغ اليدين!
No comments:
Post a Comment