بعد ساعة ونصف تقريبا.. كنت لا أزال منهمكة في ترتيب جداول رسالة الدكتوراه والتدقيق فيها.. حين فتحت تويتر.. وقرأت المشاعر الرائعة المنبعثة من تغريدات أهل الإمارات وقطر بفرحهم بنزول الغيث..
استرجعت ذكريات مطر البلاد.. عندما كنا صغارا ونهرع للخارج بمجرد أن يصرخ أحدهم "مطر!!!! يصب مطر برع!!!! " لم يكن مهما مصدر الخبر بقدر أهمية حقيقة أنها تمطر.. علينا أن نركض في الشارع بلا أحذية لنغتسل بمطر السماء!! نفتح أفواهنا لتتحول إلى أكواب نهايتها حناجرنا الصغيرة.. لم نفكر للحظة أن المطر سيصيبنا بالبرد أو الرشح.. لأننا ببساطة.. نؤمن أن في المطر بركة.. وأنا أمهاتنا يقفن عند أبواب المنازل.. نحن نصرخ "مطر!! مطر!!" وهن يرفعن أيديهن يسألون الله لنا التوفيق والبركة.. وبمجرد إصدار الأوامر بأن نعود.. فإننا نعود من سكك الحي.. إلى "حوي" البيت.. لنستظل تحت "الهمبا" أو "اللومي" فنجد تحتها طيرا لا يستطيع الطيران من المطر.. أو نسمع مواء هرة صغيرة لم تعد تعرف أين هي من شدة المطر.. وكعادة الأطفال يلعبون دور المنقذ.. ويدخلون المخلوق الصغير الضعيف --سواءا أكان عصفورا أو هرة-- لينتهي اليوم ببكائنا على المخلوق الذي تم إطلاق سراحة ، مجبرين!!
في اليوم التالي.. يستمر هطول المطر -الحمدلله- فنذهب في جولة إلى "الراس الأخضر" و"الفريج" لنرى آثار المطر هنا وهناك.. نافذة السيارة العلوية مفتوحة.. وألف رأس من رؤوس الأطفال تتراص لتطل منها!! أسمع الآن صوت عجلة السيارة وهي تخترق مياه الأمطار الراكدة عند جوانب الشارع.. كانت أياما جميلة.. ولاتزال..
في لندن.. ثقافة المطر مختلفة جدا.. باختصار.. هنا.. الناس تهرب من المطر عند أول قطرة ماء..
اللهم اسقنا مطر غيث ورحمة وبركة.. ولا تجعلنا من القانطين..
اللهم اجمعني بأحبابي في البلاد..
تصبحون على أمطار خير وبركة
لاحظتُ هذا الأمر كثيرًا في الرسوم المتحركة الغربية حيث يرادف المطر الحزن والبؤس، بينما يرادف عندنا الحياة والتجديد والنظافة والقوة. :)
ReplyDeleteهذا واقعهم.. الحمدلله أننا نستبشر به
ReplyDelete