Monday, 27 February 2012

يوم في حياة مريض



هل تعرف أن الدمى تمرض؟؟؟ راقب لعبة طفلٍ مريض.. أو لعبةً في يد طفل حركي مفعم بالحيوية والنشاط..
اللعبة تمرض لمرض صاحبها.. وتنام بنوم صاحبها.. وتنشط بنشاطه!! هي حالة واحدة.. تلك التي تمتلك فيها اللعبة حياتها.. تلك اللحظة.. التي تغفو فيها عين صاحبها خطأً!! تخيَّل تلك اللحظة.. نعم تخيَّلها تماماً مثل ما نرى في الرسوم المتحرِّكة..
كيف عرفت ذلك؟؟ رأيته "بأم عيني" كما يقول رائد أدب الرحلة ابن بطوطة*.. في ذلك اليوم.. أصبت بإعياء شديد.. احمرار وجنتاي لم يكن طبيعيا.. ولم أعد قادرة على الوقوف.. شعرت بالحرارة تحرق جسدي كله بلهيبها.. ارتديت أخف ثيابي.. واستلقيت على السرير.. أبحث عن النوم بين وسائده.. لم أنم.. ولكنني "تناومت!!"

كانت نافذتي مفتوحة.. يدخل منها النسيم عليلا كنسيم يوم ربيعي.. عيناي مغمضتان.. غير أنني كنت أسمع كل ما يدور حولي.. أحب لحظات القيلولة التي تعيد للإنسان نشاطه.. ولكن عيناي لم تغف.. ونشاطي لم يتجدد!! تغافلت عن النار المشتعلة في جسدي وفكري.. وحاولت الاستمتاع بالنسيم البارد.. والانصات للأصوات التي وجدت سبيلها إلى جثتي الهامدة..
كنت أسمع كل شيء.. خطوات المارة.. وعجلات السيارات.. في الحقيقة.. كلما ركزت في أصواتها.. كلما تمكنت من تحديد سرعتها و "وزنها!" تبادر إلى مسمعي صوت أطفال يلعبون في الحديقة المجاورة.. وكان من أجمل مااستمعت إليه.. حوار أم مع طفلها.. كانت تحاوره كما لو أنها تحاور شخصا ناضجا.. ولو لم أسمع صوته.. لاعتقدت أنها تتحدث مع أحدهم بالهاتف.. أو ربما.. تشاهد من تحب في "سكايب" .. أحيانا.. أحب هذا النوع من التقنيات.. وأحيانا أكرره.. لحظة!!!! إنني أسمع صوته.. أسمع صوته مجددا.. إنه يقترب!! أحب صوته عندما يصل لمسمعي وأنا مستلقية في الصباح.. لا أبالغ عندما أقول أن سبب انتقالي لهذا المكان هو استقباه لي!!

إنه يقف عند نافذتي يغرد.. كنت مستهلكة ولا أستطيع أن أرفع رأسي.. أحب تغريد روبن** حاولت أن أنهض كي آتي بشيء ليأكله.. هو يعرف أنني أنتظره.. ويعرف أنني دائما ما أحتفظ له بالطعام.. في ذلك اليوم.. لم أستطع النهوض.. جسدي كان أثقل من أطنان الحوت!! حاولت جاهدة ولكنني لم أتمكن حتى من أن أرفع سببابتي!! فجأة.. شعرت بحركة في الغرفة.. ركزت في الصوت.. ولكنني لم أتمكن من تمييزه.. وجهي يقابل أطراف الستائر.. لا أستطيع الاتفات.. فآثرت البقاء كما أنا..
أسمع تغريد روبن يقترب.. لا!! أنا الآن أسمع قفزاته قادمة نحوي.. عيناي مفتوحتان إلى حد الجحوظ.. أنظر من طرف عيني.. الصوت الغريب يقترب أيضا.. كأنه يحاور روبن.. رأيت روبن يلتقط فتات الخبز الذي كنت قد عزلته ليلة أمس لأقدمه بنفسي له.. لمحت طرف ثياب الشخص غريب اللهجة.. ثوب وردي.. تتناثر فيها ورود صغيرة بيضاء.. أطرافه دانتيل أبيض.. استجمعت كل قواي وقفزت من مضجعي!!

الظلام يخيم في المكان.. لا أثر لروبن.. ولاهمس في الشارع.. ثيابي تشبعت من العرق.. نهضت للاستحمام.. لبست ثيابا تدفئ جسدي.. الهواء كان أبرد من البرودة ذاتها.. فاتجهت نحو النافذة لأغلقها.. الفتات!!! هناك آثار لفتات خبز روبن.. هرعت نحو طاولة الطعام لأتأكد.. لاأثر لفتات الخبز .. دارت عيناي في أرجاء المكان.. لا شيء.. سوى دمية بثوب وردي مزركش بالورد الأبيض الصغير على أطرافه دانتيل أبيض.. تقبع فوق مدفأة المنزل التي لم أستخدمها في حياتي..

-----

Friday, 24 February 2012

علم الاجتماع

*قبل أن أبدأ.. علي القول أن معلمة الاجتماع التي درستني في الثانوية.. لم تحبب المادة إلينا*

بالأمس دار حوار بيني وبين ابن أخي.. حول الشباب واختيار التخصصات وعودتهم بالفائدة لمجتمعنا..

الكثير من الشباب يسافر للدراسة.. ولكن القليل منهم يعود متميزا في تخصصه بالرغم من التكلفة العالية لكل مبتعث.. والأَمَرُّ من ذلك أن مجتمعنا يعاني نقصاً حاداً في التخصصات المجتعية الفكرية الإنسانية..

فنحن بالتالي نعاني من إشكاليتين.. اختيار التخصص، وتشخيص أوضاع مجتمعنا بأنفسنا..

معيار أغلبية الشباب في اختيار التخصص هو: هل سيفيدك في عملك؟ وكم ستجني من الأموال؟
ولا شك أن هذا أمر يجب أن يوضع في الحسبان.. ولكن المشكلة تكمن في أن الأغلبية الساحقة يتوجهون نحو إدارة الموارد البشرية و المحاسبة والآي تي..
وإذا سألنا لماذا.. ستكون الإجابة: كل المؤسسات والشركات سواءاً الحكومية أو الخاصة يحتاجون إلينا..
إجابة منطقية.. وانطباعي الشخصي تجاهها:
صفر طموح + صفر أهداف + ١٠٠٪ روتين = قبولك لأن تأخذ هذه الشركة من أهم فترة إنتاجية لعقلك وجسدك مقابل مبلغ من المال

بصياغة أخرى.. إجابات اختيار التخصص الأزلية تعني السير مع الموجة.. الجميع يفعل ذلك لذلك تفعله؟!

هذه مشكلة منتشرة بشكل غير طبيعي.. غالبا ما أسأل: لماذا دخلتم الجامعة.. الإجابة: شو نسوي في البيت؟! هذه طاااامة بالنسبة لي!! قضاء ٤/٥ سنوات و أنت لا تعرف لماذا تفعل ذلك؟!؟! مصيبة!! لأنك بعد هذه السنين لن تكون قادرا على استغلال وقتك!! ولن أعود لألقي باللوم على التربية -سقط الفأس على الرأس!- تصرَّف أنت بنفسك!!

الإشكالية الثانية... عدم وجود علماء فكر ومجتمع لتشخيص علل مجتمعنا.. لا تقولوا نحن لسنا بحاجة.. لأن الحقيقة أن لا وجود لمجتمع ملائكي على سطح الكرة الأرضية!! وما أقوله ليس بالكلام الفارغ.. في الحقيقة.. لو ننظر في مجتمعنا.. لماذا هذا التخبط الهستيري في جلب مستشارين من كل أقطاب العالم ليقدموا النصح حول مجتمعنا؟! ألم يكن من الأجدر تسخير عقول الشباب لذلك؟!

لماذا أطلب من أحدكم التخصص في علم الاجتماع.. لأننا حقيقة نحتاج إلى من يضع توصيفاً واضحاً لإيجابيات وسلبيات المجتمع.. لا نحتاج إلى الجدال.. بل إلى من يثق به المجتمع.. كي يضع يده على المسائل.. ويقدم حلولا منطقية تناسبنا نحن..

من أبسط المعادلات الاجتماعية التي يتخبط فيها مجتمعنا.. هو توازن دور الفرد فيه.. الحقيقة أنني أرى أن المرأة في مجتمعنا.. لم تُمَكَّن فحسب بل تمت عملية اكتساح للمرأة في كل شيء!
أنا امرأة.. ولكنني أتعجَّب.. لأن الرجل يهمَّش!! بمعنى لا يوجد توازن منطقي في هذه المعادلة.. ودائماً ما أتساءل.. مالذي سيرسخ في أذهان الأبناء؟؟ المرأة تعمل.. الرجل لم يجد الوظيفة.. وماذا لو قررت المرأة ألا تصرف درهما على البيت -الشرع يكفل لها هذا الحق- ولكن ماذا سيحدث للبيت مع وجود رجل بلا وظيفة؟! توطين؟ ربما هو غير كفء؟ وإذا قبل في أي وظيفة تجد أن ديونه تحاصره قبل أن يجد هذه الوظيفة!! وبعدين؟!؟!؟!

أنا لا أستطيع إيجاد حل وماسبق مجرد مثال واحد.. واحتمالات اختلاف أوضاع هذا المثال من قضية لأخرى كبير جداً.. لذا أعود لأساس هذه التدوينة:

نحتاج إلى شباب متخصص في الاجتماع وتوصيف وتحليل القضايا الخاصة بنا!! ولاأقولها لوزارة التعليم العالي أو أي جهة تبتعث الشباب.. بل أقولها لكل شاب يقرأ هذه الصفحة ويدرك واقعه وواقع مجتمعه.. وإذا لم تكن تريد الذهاب إلى أي جامعة.. فلا بأس.. ولكن لا تتوقف عن القراءة!

Monday, 20 February 2012

علبة سردين

لا يحتاج المرء للعيش في بريطانيا ليكتشف أنهم يتعاملون بالكتابة والأرقام في كل شيء.. حيثما التفت.. لا بد أن عينك ستقع على نص.. أو أرقام.. ربما جملة دعائية على التاكسي.. أو أرقام تدل على الوقت -- ولن أقول ساعة.. بل أرقام.. لأن الساعات هنا مرقمة وبلا عقارب!! ستجد هذا في جداول حركة الباصات والقيطارات.. في الحقيقة.. عندما تجلس لتنتظر دورك في البنك، المشفى أو حتى مكتب المهاجرين -الذي يتوجب على كل طالب التسجيل فيه حال وصوله- تحصل على ورقه مرقمة.. لماذا أقدم هذه التفاصيل كلها؟ لسبب بسيط.. الإنجليز ينظمون حياتهم حول عقارب الساعة.. فهم يدورون مع عقارب الساعة.. يعيشون تسارع طوال الأسبوع في سباق مع الزمن.. لينتهي بهم الحال في آخره.. ليقضوه إما في غسيل ثيابهم، تنظيف بيتهم، أو استمتاعهم -الأسبوعي-!

بنيت هذه الملاحظة مقارنة بواقعنا الشرقي.. أنا لا أبالغ عندما أقول بأن صوت الأذان ينظم وقتنا بشكل لا ندركه.. فنحن نستيقظ لصلاة الفجر.. وشخصيا لا أفضل الخروج بعد صلاة العشاء.. ويوم الجمعة.. نعرف أن صلاة الجمعة يترتب عليها زيارة الرجال على الغداء.. مما يتطلب منا تجهيز كل شيء قبل نهاية الصلاة.. كما أننا عندما ندعو أحدا للزيارة ونحدد له الوقت.. نقول "بعد المغرب" أو "صلوا الظهر عندنا" ولاندرك أن هذا يعكس الثقافة المسموعة عندنا.. نحن نستمع أكثر.. الإنجليز يقرؤون أكثر.. ولن أٍقوم بعملية الترجيح الأزلية المتخلفة التي يقوم بها عوام الناس للادعاء بأن الثقافة المقروءة متحظرة مقارنة بالمسموعة.. لأنني ببساطة أرى أنها تعكس أمرين: قدرة الإنسان ذا الثقافة المسموعة لتبني الثقافة المقروؤة أعلا وبالتالي ترتفع رفاهة الحس عنده أسرع فيتأقلم أسرع -إذا ركز على ذلك- ، والنقطة الثانية هي وجهة نظر من الناحية الاجتماعية والتي تعكس أن مجتمعات الثقافة المقروءة قد تؤدي إلى العزلة.. بينما المسموعة تعكس ارتباطا بالأشخاص من حولك.. وبالتالي ترابطا مجتمعيا مفقودا عند أغلب الإنجليز بداعي "ضيق الوقت" والحاجة إلى استغلاله لكسب الرزق..

والآن.. مال للوقت والثقافة وعلبة السردين هذه؟؟؟؟

السبب بسيط.. صحي وشخصي!! كوني طالبة دكتوراه.. يعني أنني "أمتلك" كل الوقت.. لا ارتباطات بحصص ودروس في الجامعة.. وبالتالي.. أنا مسؤولة عن كل ثانية تمر.. أدرك بأنني أستطيع المقاومة أسبوع أو أسبوعين لاستغلال وقتي بشكل مثمر ولكن ليس أكثر من ذلك.. فكان لابد لي من أن أجد ما "يربط" وقتي وأرتب جدولي اليومي على أساسه.. وكوني لا أسمع الآذان.. وأخشى دائما من أن وقت القراءة يأخذ أكثر مما يجب من وقت الكتابة.. فإنني قبل وصولي إلى لندن.. تواصلت مع عدد من الأندية الرياضية النسائية.. وسجلت في أحدها.. ومنذ اليوم الأول.. وأنا أذهب إلى هناك ٣ مرات في الأسبوع.. الهدف الصحي والتنظيمي أمامي.. مما يجعلني أكثر تركيزا على الإنجاز.. وفي اليوم الأول.. سألتهم عن التغذية.. وطلبت مني أن أكثر من الأطعمة التي يرتفع فيها "أوميغا ٣" في مقابل خفض -أو بالأحرى التخلي عن الأرز والخبز والمعكرونة-ابتسمت وقلت في نفسي لا بأس.. فأنا أعيش على الأسماك منذ ولادتي ^.^

الطاااااااامة!!! أنني عندما ذهبت لأشتري "المعلب" من الأسماك -> أكررررررهه!! ودائما ما أشعر بالاشمئزاز من أي شيء معلب!! وترددت قبل شرائه.. فأخذت أصصصصصصصصغر علبة.. وكثرت من الخضروات.. عدت للمنزل.. وكانت اللحظة الحاسمة!!! مواجهة علبة السردين!!! فتحتها.. وأول انطباع كان

"أوه!!!!! هذا سمج عوم!!!!!"

ضحكت بهستيرية.. فأرسلت لابنة أختي أتأكد.. أختي الكبرى كانت دائما تحاول إقناعي بأكل "صالونة العومة" وإجابتي الأزلية "كيييييف آكل سمجة بعظامها؟!؟!؟!" ونتجادل على الغداء في موضوع أهمية هذه العظام للسيدات تحديدا!! ولم أكن أتخيل أنني سأجبر عليها اليوم.. هنا في لندن.. ترددت مرة أخرى وتناسيت الأمر..
بمجرد أن وضعتها.. كانت المفاجأة الثانية "مسسسسسستحيييييييييييييل!!! هالعوم كله حبووووووووول!!!" كانت كل سمكة مملوءة ببيض السمك!!

ارتسمت على وجهي ابتسامة عريييييييضة ختمتها ب"صدق ثرا العوم وايد زين!" مسكينة أختي.. لوتعرف أنني تركت سمك السردين الطازج وذهبت للمعلب.. فستقتلني!!!

الشاهد من الموضوع كله هو:
لو لم أحرص على الإنجاز والوقت.. لما حرصت على الرياضة وصحتي.. ولم أكتشف أن السر يكمن في علبة السردين!!!

شكرا جون ويست على: قوطي العوم

^.^

Sunday, 19 February 2012

Wednesday, 15 February 2012

Zorro


One of the most enjoyable novels I've ever read.. I'm not exaggerating if I would say: I felt how Isabel Allende wanted to live with Zorro!! I truly believe that her admiration of a heroic person that didn't exist was the main inspiration of this novel.. She did perfect in detailing every single moment of the story..

Finished it in less than a week.. had to search for a bookshop that sells English books in Germany.. & found another book of hers.. guess it was a dragon something.. yes! Kingdom of the Golden Dragon -> couldn't read it.. not sure of the reason.. but I know for sure that I just hated it!!!

A side thing, the photograph... reminds me of the the fact that it was one of the rare moments to carry both my camera and a book while having a walk.. I rarely do that because both are considered to be top priority.. which will create a conflict in my mind.. in this occasion.. I took a photograph of the book.. to record that moment.. :p