. لا أنكر أنني مهووسة زلدا.. وأحب أن أشارك الأطفال ألعاب ماريو
قد أقضي أربع أو خمسة أيام متواصلة لإنهاء اللعبة! زلدا بالنسبة لي لعبة "فن التواصل مع الآخرين" واستنتاج نقاط ضعف الخصم.. أذكر أن في أحد أجزاء اللعبة.. دور النار.. الذي -حسب ذاكرتي- كانت فيه الأغنية كصوت التكبير او البسملة.. فجعت بذلك.. ولم آبه به.. كان الحل الأنسب أن ألغي الصوت.. وأنجز اللعبة
أذكر أنني قمت بعدها بالبحث عن "من هي زلداهذه" توصلت إلى هذا.... ولم آبه بالمعلومات..
لماذا بدأت تدوينتي بزلدا؟ لسبب بسيط.. أدرك بكل قواي العقلية.. بأن قابليتي لإدمان الألعاب الإلكترونية عالية جداً.. فلا عقل ولا منطق يستطيع إيقاف مشاعر الاستمتاع والإنجاز في اللعبة.. ويصبح الوضع أسوأ عندما يكون لك أصدقاء ومعارف يشاركونك هواية الألعاب الإلكترونية.. فكان علي أن أتعامل مع نفسي بطريقة مختلفة.. أنا لا أمنع نفسي من اللعب مع الموجودين.. ولكنني لم أشترِ جهاز ألعاب بعد نانتندو٦٤..
لا أحد يستطيع الاستخفاف بتأثير الألعاب الإلكترونية على ثقافة المجتمع و"صحتّه" النفسية والاجتماعية والاقتصادية.. لن أخوض في هذه التأثيرات.. لأنني متأكدة بأن في كل بيت حالة واحدة على الأقل لمدمن ألعاب إلكترونية على الإنترنت.. ويمكن استنتاج ماره على علاقات الشخص الاجتماعية.. لن أقول أن الحياة الرقمية مهرب لواقعهم الفاشل.. بل سأقول.. أنه المكان الوحيد في اعتقادهم الذي يقدّر قدراتهم.. فيثبتون وجودهم فيه..
في مجتمع تغلب فيه ثقافة الاستهلاك على ثقافة الانتاج.. أنا لا ألومهم.. فالألعاب بالنسبة لهذا المجتمع "ألعاب" للاستمتاع فحسب.. بعد دراسة الاتصال بين طلبة من ثقافات مختلفة.. والاستماع لوجهات نظرهم وماتوصلت اليه مشاريعهم -الحكومية والخاصة- أرى أن هذا المجال تم إهماله.. او النظر إليه بدونية من قبل أغلب المثقفين والأكاديميين عندنا.. -أنا أتحدث عما أراه في بلادي ولا أعمم-
أذكر أن إحدى السيدات كانت -ولا تزال- تشتكي من هوس ابنها للألعاب الإلكترونية... طلبت السيدة مني أن أوجد لها حلاً لكي "تقنعه" بالعدول عن فكرة السفر إلى اليابان لدراسة تخصص برمجة الألعاب إلكترونية.. سألت عن مستواه الأكاديمي.. فوجدت أن معدّله الجامعي امتياز في تخصص تقنية المعلومات والبرمجة.. لم أستطع أن أرضخ لطلب السيدة.. لأنني وجدت فيه أملاً لإنجاز عملٍ لا أمتلك المعرفة والوقت لإنجازه.. كما أنني وجدتها فرصة لا تعوض في استثمار هذه الطاقة لتمثيل البلاد في هذا المجال.. فما كان مني إلا أن بعثت بابن أخي لنقل خبرته الدراسية في اليابان إليه.. تحدثت إلى أخته.. وقدّمت بعض "الاستراتيجيات" لاقناع الأم!! لم يبقَ غير عام.. ليبدأمرحلة دراساته العليا..-أسأل الله أن يتمم على خير!-
فلنعد للموضوع الأساسي.. الألعاب الإلكترونية.. أنا لا أروّج لتضييع وقت الشباب.. بل أسعى لتغيير نظرة المجتمع لطموحات الشباب.. إذا كان الشاب يمتلك القدرة على تصميم البرامج .. فلماذا لا تستثمر مهارته لانتاج ألعاب ذكية وبديلة للأجيال القادمة.. الألعاب موجودة موجودة! ولا مجال لمنعها أو تفادي تأثيراتها على المجتمع.. فالحل الوحيد.. هو إيجاد متخصصين يدركون قوة تأثيرها والعمل على الاستفادة من ذلك.. بمعنى آخر تسخير الطاقات الشبابية "الإلكترونية" لخدمة الإنسانية.. وهذا لن يحدث إذا بقي المجتمع ينظر إلي هذه الألعاب على أنه إهدار لطاقات الشباب بدلاً من استيعابه كتخصص معرفي وثقافي وإعلامي له تأثيره المباشر على المجتمع..